ما تزال أزيد من 200 عائلة قاطنة بالحي القصديري “واد الحميز” بحمادي غرب بومرداس تنتظر تدخل المسؤول الأول عن البلدية من أجل ترحيلها إلى سكنات لائقة تنهي معاناة دامت 20 سنة كاملة في بيوت انتهت صلاحيتها نظرا لاهترائها بالكامل
وغياب فيها أدنى متطلبات العيش الكريم بداية بالماء والغاز وصولا إلى الكهرباء و مرافق أخرى.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني الحي القصديري “واد الحميز” بحمادي غرب بومرداس، أكدوا لنا أن السلطات البلدية على علم بالمعاناة التي يتكبدونها في تلك السكنات التي اهترأت بالكامل ولم تعد تصلح للمبيت فيها، إلا أنها في كل مرة على حد قولهم تقوم بإحصائهم على أساس أنه سيتم ترحيلهم إلا أنه لا جديد يذكر في ظل بقاء معاناتهم مستمرة منذ 20 سنة كاملة.
مضيفين أنهم يعيشون أوضاعا صعبة في بيوت لا تصلح حتى أن تكون إسطبلا للحيوانات، فهي مبنية بطريقة عشوائية مشيدة من “الباربان” والصفيح الذي غطى الواجهة، مما جعلها تصبح كالأفران في فصل الصيف، وثلاجات في فصل الشتاء، الأمر الذي يعرضهم لأمراض خاصة منهم فئة الأطفال الذين لا يستطيعون تحمّل هذه الظروف الصعبة، مؤكدين أن سكناتهم باتت هشة يمكن لها أن تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة، مما جعلهم يعيشون كابوسا حقيقيا يستفيقون عليه كل يوم، نظرا لخطر الانهيار المحدق بهم من شدة التصدعات التي اعترت منازلهم، ناهيك عن هاجس الرطوبة العالية التي طالت الأسقف والجدران، الوضع الذي أثّر سلبا على صحتهم، خاصة الأطفال منهم وكبار السن، الذين أصيب أغلبهم بالحساسية والربو، ما تطلب منهم الخضوع المستمر للمعالجة الطبية.
قاطنو الحي القصديري “واد الحميز” بحمادي غرب بومرداس أكدوا لنا أيضا أن معاناتهم في تلك البيوت امتدت إلى مواجهتهم لنقائص أخرى على غرار غياب قنوات الصرف الصحي، ما اضطرهم لاعتماد حفر لتصريف المياه القذرة، الأمر الذي حول أرضية الحي إلى مستنقع للأوساخ مما تسبب في انبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن انتشار أكوام النفايات بشكل عشوائي في مختلف أزقة الحي، في ظل غياب مكان مخصص لرمي الفضلات، الوضع الذي حول الحي إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليه، هذا إلى جانب تجول الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط على راحتها بالحي، الأمر الذي زاد من سوء حالة الحي.
هذا إلى جانب نقائص أخرى لخصّها القاطنون في غياب الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يتكبدونها من الجري اليومي وراء قارورات البوتان التي أثقلت أسعارها كاهلهم، إلى جانب الماء الشروب الذي يعرف انقطاعات مستمرة خاصة في فصل الصيف ما يؤدي بهم في كل مرة إلى شراء صهاريج من المياه التي تعرف ارتفاعا في الثمن باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار، الأمر الذي زاد من سوء حالة القاطنين الذين سئموا تلك الفاتورات الغالية التي يدفعونها من وراء غياب كل الضروريات الأساسية، بالإضافة إلى اهتراء الطرقات المؤدية إلى الحي في ظل عدم صيانتها منذ سنوات، الأمر الذي عرقل من سير الراجلين وحتى أصحاب السيارات، الإنارة العمومية غائبة، ما حول الحي إلى مسرح للاعتداءات والسرقات في ظل الانتشار الكبير للمجرمين الذين حولوا الحي إلى الملاذ المفضل لهم للحصول إلى ما يريدون من الضحايا وغيرها من جملة المشاكل التي تواجه يوميات هذا الحي الفوضوي.
وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان الحي القصديري “واد الحميز” بحمادي غرب بومرداس، يناشد هؤلاء السلطات المحلية بمن فيها رئيس البلدية ووالي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن”، التدخل العاجل للظفر بحقهم الشرعي في الترحيل ومن تم انتشالهم من الظروف المزرية التي يعيشونها منذ سنوات عدة قاربت الـ 20 سنة.
أيمن. ف