أزمة كورونا تزيد الطلب عليها… إقبال متزايد على خدمة توصيل المواد الاستهلاكية والغذائية في الجزائر

أزمة كورونا تزيد الطلب عليها… إقبال متزايد على خدمة توصيل المواد الاستهلاكية والغذائية في الجزائر

عكس الكثير من الدول، لم تستفد الجزائر كثيرًا من المزايا التي أعطتها التكنولوجيات الحديثة في مجال التجارة كخدمة التوصيل، بسبب إغفال الحكومات المتعاقبة لملف التسوق الإلكتروني وخدمات التوصيل إلى المنزل، غير أن الوضع الراهن جعل اللجوء إلى هذه الخدمات ضرورة تستدعي التوجّه لها بسرعة لحماية المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا.

مع بداية تطبيق الجزائر إجراءات الحجر المنزلي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بادر العديد من التجار في عّدة ولايات للمساهمة في إنجاح هذه التدابير باستحداث خدمة التوصيل إلى المنزل خاّصة للمواد الغذائية وبالمجان، الأمر الذي قد يكون بداية لازدهار خدمة تكاد تكون غائبة في الجزائر قبل ظهور أزمة “كوفيد 19”.

طلب التوصيل لتفادي الإصابة

بادرت بعض محلات المواد الغذائية عبر عدد من المدن الجزائرية، إلى استحداث خدمة التوصيل إلى المنزل في خطوة منها للمساهمة في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، هذه الخدمة لتي لم تكن معتمدة عندهم.

وفي اتصال ببعض أصحاب المراكز التجارية والمحلات الذين روّجوا لخدماتهم المجانية عبر “الفايسبوك”، ووضعوا أرقام هواتف بشرائح المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال، أكد لنا هؤلاء أن توصيل السلع إلى البيوت مجانا، ولا يتم استغلال الظرف للربح من خلال هذه الخدمة.

وقال السيد محمد شريف صاحب مركز تجاري “رزان” بالقبة، إن العاملين لديه مستعدون للتطوع وتوصيل المواد الاستهلاكية والغذائية إلى مقر الزبون، وفي المناطق القريبة من القبة، كما يمكن أن يتم التوصيل لمسافات أبعد وهذا عندما يكون أحد البائعين لديه متوجها لقضاء حاجة ما في نفس منطقة الزبون.

وجاءت هذه المبادرة، حسبه، موازاة مع حالة الطوارئ وبقاء الكثير من الجزائريين في بيوتهم خوفا من العدوى والتزاما بالحجر المنزلي.

من جهته، قال  عبدو صاحب محلات  للمواد الغذائية “سوبيرات ” إنه تم استحداث هذه الخدمة بسبب الإقبال الكبير للزبائن على محلّهم، ما جعلهم يشعرون بخطر إمكانية إصابة العمال بهذا الوباء وزبائنهم على حدٍّ سواء.

يقول عبدو إن تجربة التوصيل إلى المنازل بعد مرور أسبوع من انطلاقها، لقيت إقبالًا واسعًا من طرف المواطنين الذين رأوا في ذلك ربحًا للوقت ووقاية صحيّة، خاصّة وأن المحلّ يحرص على تقديم هذه الخدمة مجانًا من الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساءً، بدل السادسة مساء مثلما كان سابقًا بعد صدور قرار الحجر الجزئي على العاصمة.

بولنوار: التوصيل أضمن للزبون

قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، إن هذه المبادرة ضرورية لخدمة الزبون، وتشجيع النشاط التجاري في الأزمات، حيث إن توصيل السلع إلى المنازل مجانا يخدم حتى التاجر، ويجعل سلعه مطلوبة من طرف الزبائن.

وشجعت الجمعية الوطنية للتجار، مبادرة توصيل السلع والمواد الاستهلاكية إلى منازل الجزائريين، وهذا للوقاية من فيروس كورونا، وحل مشكل تسوّق بعض الأشخاص من كبار السن، وقال بولنوار، إن البيع بتوصيل السلع والخدمات إلى البيوت يجب أن يتطور في بلدنا حتى بعد الخروج من أزمة كورونا، خاصة أن وسائل التواصل متوفرة من “فايسبوك” وهواتف نقالة، و”وات ساب” و”فايبر”.

بداية الخدمة

خدمات التوصيل إلى المنازل التي تعرفها الجزائر هذه الأيّام بسبب فيروس كورونا، ليست جديدة في البلد، إنما انتشارها بهذا القدر هو الجديد في الأمر، إذ أن الكثير من المشاريع الشبابية، عملت على الاستثمار في هذا المجال، لكن مع الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فعديد السلع اليوم يمكن الحصول عليها عبر الأنترنت.

ولكن رغم هذا، تبقى التجارة الإلكترونية في الجزائر محدودة النطاق، وغير مكتملة الزوايا بالنظر إلى غياب الدفع الإلكتروني الحقيقي.

ولهذا السبب يفكر عبدو  بعد اكتشافه لنجاعة خدمة توصيل الطلبيات في وضع تطبيق إلكتروني يسمح للزبائن بطلب المواد التي يحتاجونها من محله افتراضيًا، دون الحاجة إلى الاتصال الهاتفي،  ولعلّ هذا الطموح الذي يراود عبدو، قد فكر فيه العديد من أصحاب المحلات الذين اكتشفوا هذا النوع من الخدمات خلال أزمة فيروس كورونا الحالية، وهو نشاط يستحقّ أن تعطي له الحكومة اهتمامًا بالغًا.

لمياء. ب