مع ارتفاع حرارة الصيف وانتشار فيروس كورونا تتحول لبؤرة أمراض

أزمة القمامة.. كابوس يؤرق المواطن والسلطات

أزمة القمامة.. كابوس يؤرق المواطن والسلطات

* كمية النفايات المنزلية في الجزائر ستتجاوز 20 مليون طن سنة 2035

عرفت عديد الأحياء السكنية تراكما للنفايات المنزلية أفرز نقاط رمي عشوائية دفعت المواطنين إلى البحث عن أجوبة _مقنعة_ لدى مصالح البلدية وكذا مؤسسات النظافة المكلفة بضمان نظافة المحيط.

وفى هذا السياق، قال “مصطفى” من سكان حي بوزعرورة بولاية عنابة، إن مشكلة تراكم القمامة متواصلة منذ سنوات لا نجد لها حلا حتى الآن، خاصة في ظل الخوف من انتشار فيروس كورونا، ورغم ذلك نجد أن القمامة تنتشر في الشوارع والساحات العامة، ورغم أن عمال النظافة يعملون ليلا لرفعها من الأحياء، إلا أن عدم احترام السكان لمواعيد إخراج النفايات حوّل مداخل الأحياء إلى مفارغ لرميها.

أما “حسين” من ولاية البليدة، فقد كشف عن وجود مشكلة أخرى وهي ظاهرة ” نبش القمامة”، حيث يقوم تجار المواد القابلة للرسكلة بفرز القمامة من وقت لآخر، وبعثرتها في الشوارع، والتي تنتج عنها روائح كريهة، وأضاف أن الأمر يزداد سوءا يوما تلو الآخر بسبب الكوارث البيئية التي تحدث في الشوارع، وعند حضور الشاحنات المخصصة لنقل القمامة من الحاويات يجدون الصناديق فارغة، والقمامة ملقاة على جانبي الرصيف.

ويتساءل “حسين” كيف نربي جيلا على النظافة وهو لم ير أمامه إلا القمامة على أبواب الشوارع والأحياء، حتى أصبحت القمامة في الشوارع أكثر من البشر أنفسهم وتزداد يوميا.

من جهته، يقول “رياض” إنه يتنقل يوميا إلى أحياء المدينة الجديدة بوينان بالبليدة لنبش القمامة بحثاً عن الأدوات البلاستيكية والمعدنية، حيث يقوم بإعادة النفايات إلى حاوية القمامة متهما الحيوانات الضالة بإلقاء القمامة على الطريق العام خلال بحثها عن الأكل فيها.

 

أميار يحمّلون المواطنين مسؤولية تراكم النفايات

من جهتهم، حمّل العديد من رؤساء البلديات خلال لقاءاتهم السابقة بيومية “الموعد اليومي” المواطنين والتجار مسؤولية تراكم النفايات بسبب عدم احترامهم لمواعيد إخراج النفايات والمقررة بحوالي ساعة من الزمن قبل مرور شاحنة جمع النفايات المنزلية، كما أكدوا بأن العديد من المواطنين يتعمدون إفراغ نفاياتهم المنزلية على الطريق دون وضعها في أكياس بلاستيكية وهو ما يتسبب في انبعاث رائحة مقززة وكذا تشويه المنظر العام.

كما تطرقوا إلى الحوادث اليومية التي يتعرض لها أعوان النظافة بسبب وضع مواد حادة في أكياس النظافة على غرار قطع الزجاج، وهو ما تسبب في تمزق شرايين أيدي العديد من العمال.

 

كمية النفايات المنزلية في الجزائر ستتجاوز 20 مليون طن سنة 2035

بلغت كمية النفايات المنزلية وما شابهها في الجزائر حوالي 13 مليون طن وينتظر أن تتجاوز 20 مليون طن بحلول سنة 2035، حسب ما أظهرته دراسة حديثة قامت بها وزارة البيئة.

وترجع هذه الزيادة المنتظرة إلى ارتفاع عدد السكان إلى 50 مليون نسمة سنة 2035 من جهة، وإلى تطور امكانيات التنمية الاقتصادية من جهة أخرى، حسب نفس الدراسة التي أشارت إلى أن التقرير حول الاستراتيجية الوطنية لآفاق 2035، أكد بأن انتاج النفايات المنزلية سينتقل من 0.8 كلغ/الفرد/لليوم سنة 2016 الى أكثر من 1.23 كلغ/الفرد/لليوم سنة 2035.

ويبقى معدل تدوير النفايات لا يتعدى 10 بالمئة وإذا استمر الحال على وضعه بالنسبة إلى النفايات المنزلية، فستؤدي هذه الحالة حتما الى ارتفاع كبير في النفايات الموجهة للردم، حسب ما أكده نفس المصدر.

ونظرا لهذه الحالة، وجب ايجاد مواقع أكثر تناسبا ومصادر أخرى للتمويل، الأمر الذي لن يكون سهلا، حسب الخبراء الذين أجروا هذه الدراسة.

وحسب نفس الخبراء، فإن الإصلاحات الهيكلية المقترحة في إطار الاستراتيجية الوطنية الجديدة تهدف إلى تطوير تسيير مدمج ومستدام للنفايات في أفق 2035.

هذه الاستراتيجية ستسمح للسلطات العمومية بضمان الانتقال نحو اقتصاد دائري مولد للثروة ومنتج لمناصب العمل وتفتح الطريق لاقتصاد أخضر يشكل رابطا دائما بين البيئة والاقتصاد.

ونجد من بين أهداف الاستراتيجية الحد من أجيال النفايات المنزلية بـ 1.1 كلغ/للفرد/لليوم والوقاية من أنواع النفايات الأخرى وتشجيع الفرز الانتقائي والفرز من المصدر بشكل يسمح بإعادة تدوير أو تركيب 30 بالمئة من النفايات المنزلية و30 بالمئة من النفايات الخاصة (الخطيرة) و50 بالمئة من النفايات الخاملة.

ويندرج تعزيز دور القطاع الخاص من بين هذه الأهداف من أجل إحداث اصلاحات اقتصادية قصد تحفيز القطاع الخاص على خلق 40.000 منصب عمل مباشر وغير مباشر مرتبط بإدارة النفايات، حسب ما أوضح نفس المصدر.

 

القيمة التجارية للنفايات القابلة للتدوير تفوق 90 مليار دينار في السنة

من جهة أخرى، وحسب دراسة أجريت من طرف الوكالة الوطنية للنفايات، فإن القيمة التجارية للنفايات القابلة للتدوير قد تبلغ 90 مليار دينار للسنة.

وحسب نفس الدراسة، فإن استرجاع واستعادة النفايات المنزلية سيسمح بخلق مناصب عمل في مجال استرجاع النفايات وخاصة تلك البلاستيكية ومنها قوارير المشروبات الغازية والمياه المعدنية.

وتمثل النفايات المنزلية الناجمة عن قوارير المشروبات الغازية والمياه المعدنية نسبة 4 بالمائة من مجموع النفايات المنزلية، أي ما يعادل 170 ألف طن في السنة، كما أن تثمين هذا النوع من البلاستيك يستطيع خلق 7.600 منصب عمل مباشر/سنويا حسب الوكالة.

وحسب نفس المصدر، فإن عدد هياكل استرجاع النفايات غير الخطيرة ارتفع إلى 444 هيكلا سنة 2019، في حين أن عدد المتعاملين في نفس الميدان قدر بـ 4080 متعاملا خلال نفس السنة.

رفيق. أ