أنا صديقتكم عفاف من عنابة، عمري 43 سنة، موظفة بمؤسسة تربوية، لم يكتب لي اللّه عز وجل الزواج رغم أنني أحلم بذلك وبتكوين أسرة وإنجاب أولاد، لكنني راضية بهذا القدر وأنا على يقين أن اللّه لم يكتب لي ذلك بعد، ليس هذا ما يؤلمني بل معاناتي تكمن في أنني كنت أثق في صديقاتي، وزميلاتي في العمل وأمّنتهن على أسراري وأطلعتهن على خصوصياتي وهذا كوني أثق بهن، ومع مرور الوقت اكتشفت أن أغلبهن يخدعنني ويفشين أسراري، وأصبحت عرضة للاستهزاء والسخرية ممن وصلتهم أخباري وكل شيء عن حياتي.
وهذا آلمني كثيرا وشعرت بالحزن والألم بسبب ما فعلته بي صديقاتي وبدأت أفكر في الانتقام منهن، أرد لهن الضربة، بإفشاء أسرارهن، لكي يذقن من مرارة الكأس الذي تجرعته بسبب فضحي أمام الناس.
فهل ما أنوي القيام به يرد لي الاعتبار أم يزيد من تدميري نفسيا؟
أرجوك سيدتي الفاضلة ساعديني للخروج من محنتي، قبل أن أرتكب حماقة في حقي وحق غيري.
الحائرة: عفاف من عنابة
الرد: الحل لمعاناتك أختي عفاف لن يكون بالانتقام لأن هذا الأخير لن يستر سرا كشف، ولن يرد لك الاعتبار ولا الراحة النفسية، بل يجعلك أكثر عذابا ويزيد من حزنك وألمك، والحل الأرجح لمشكلتك أن تعتبري مما وقع لك، وعليك باختيار صديقة مخلصة ووفية تؤتمن على أسرارك ولا تبوح بها لأي كان، لأن كثرة الصديقات أكيد ليست أمرا صائبا لأن فيهن المخلصات والمنافقات، وعليك أن تأخذي العبرة مما حدث لك، لأنك أخطأت ببوحك بأسرارك لكل من تعرفت عليها وحسبتها صديقة وفية.
وبهذا الفعل تكوني قد ظلمتي نفسك حين فضحت أسرارك لكل من هب ودب، فكان ينبغي عليك ألا تفعلي ذلك، وعندما قمت بهذا الفعل فعليك لوم نفسك قبل أن تلومي صديقاتك.
لذا فأنت مطالبة بطي هذه الصفحة، وخذي مما حدث لك عبرة ولا تبوحي بأسرارك وخصوصياتك لأي كان، فقط عليك اختيار صديقة واحدة تكون فعلا وفية ومخلصة لك ولأسرارك، وتساعدك في وقت المحن والصعوبات التي تعترض حياتك. بالتوفيق.