أنا صديقتكم حسيبة من قسنطينة، موظفة لدى إحدى الشركات الخاصة، كانت تعمل معي زميلة وصديقة. ومنذ قدومها للعمل في الشركة لم أبخل عليها بتقديم المساعدة والخدمة لتتعلم مهام وظيفتها الجديدة.. وبعد سنتين قدمت استقالتها للعمل في شركة أخرى، تمنيت لها التوفيق في عملها الجديد..
لكن المشكلة أنها قدمت للشركة التي تقدمت بها للوظيفة الجديدة سيرة ذاتية فيها أكاذيب كثيرة.. وأنها تقوم بمهام لم تقم بها أبداً، بل أثبتت في هذه السيرة أنها تقوم بالمهام التي أقوم بها أنا… ليس هذا فحسب بل أنها رجتني أن أزكيها لدى الشركة الجديدة، فماذا أفعل.. هل أفعل ذلك..؟ أم أكشف كذبها..؟ وفي نفس الوقت لا أريد أن أخسرها كصديقة.. خاصة أنها وقفت معي في مواقف كثيرة وساندتني، ووقفت بجانبي في أحلك الأزمات ما أثبت إنسانيتها الصادقة وصداقتها الحقة تجاهي.. لكنني في كل الأحوال سأشعر بتأنيب الضمير سواء تغاضيت عما فعلت أو إذا كشفت أمرها..؟ فأنا في صراع داخلي بين نزاهتي وأمانتي المهنية.. وبين أن أخسرها كصديقة فهي التي وقفت معي في مواقف كثيرة.
لذا لجأت إليك سيدتي الكريمة لتساعديني في اتخاذ القرار الصائب.
الحائرة: حسيبة من قسنطينة
الرد: لا تؤنبي ضميرك على السكوت عزيزتي حسيبة فسينكشف أمرها في عملها الجديد.. ولن تتمكن من أداء المهام المطلوبة منها في عملها الجديد لأنها ببساطة لا تتقنها ولا تجيدها، لكن في حال سُئلتِ عنها من قبل الشركة الجديدة، فلا بد أن تكوني أمينة وصادقة، فالنزاهة تحتم عليك قول الصدق والحقيقة، لا تغطي على كذبها وإن لم تتعرضي للسؤال فلا داعي لكشف أمرها وسرها وتضييع الفرصة عليها، فربما تتوفق في عملها الجديد وتنجح في أداء المهام، فلا تخسريها لهذا السبب واتركيها وضميرها، بالتوفيق.