“أرقام ضخمة” لمشاريع أُنجزت وسكنات سُلّمت بمختلف الصيغ… سكن 2017: الجزائر تكسب الرهان رغم “الأزمة”

elmaouid

رغم الصعوبات المالية التي تعرفها الجزائر جراء تراجع مداخيلها عقب انهيار أسعار المحروقات إلا أنها حافظت على  الوتيرة نفسها في قطاع السكن عام 2017، وهي السنة التي شهدت إنجاز وتسليم سكنات جديدة

بمختلف الصيغ إضافة الى التحضير لاستحداث صيغ سكنية جديدة موجهة للإيجار مطلع السنة القادمة.

وخلال سنة 2017، تم إنجاز وتسليم ما يقارب 300 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ وفقا لأرقام وزارة السكن، حيث أظهرت الأرقام بين شهر جانفي وديسمبر 2017 استلام أزيد من 120 ألف سكن ريفي وأكثر من 60 ألف سكن عمومي ايجاري (اجتماعي) و40 ألف وحدة بصيغة البيع بالإيجار (عدل) و15 ألف سكن عمومي مدعم و10 آلاف سكن ترقوي عمومي.

 

أكثر من 129 ألف وحدة سكنية تم تسليمها خلال السداسي الأول فقط

وبالتفصيل في هذه الأرقام، تم خلال السداسي الأول للعام المنقضي 2017 تسليم أكثر من 129 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ، حيث تم استلام 129.862 وحدة بين جانفي  وجوان 2017 من بينها 70.971 سكن ريفي و28.413 سكن عمومي ايجاري (اجتماعي) و18.664 وحدة بصيغة البيع بالإيجار (عدل) و7.396 سكن عمومي مدعم و4.184 سكن ترقوي عمومي فضلا عن 234 سكن بيع بالإيجار أنجزها كناب-بنك.

وتمثل هذه الحصيلة 43 % من الهدف الذي حققه قطاع السكن بنهاية العام والمتمثل في إنجاز 300 ألف وحدة.

من جهة أخرى، عرف السداسي الاول 2017 إطلاق مشاريع جديدة قدر حجمها بـ32.164 وحدة أي بنسبة 32٪ من الاهداف المسطرة للقطاع لهذه الفترة وذلك بالنظر للصعوبات المالية المسجلة في الاشهر الأولى من العام المنصرم.

وتم خلال النصف الأول لسنة 2017 استهلاك غلاف مالي إجمالي قدره 241,51 مليار دج خصص 53 % منه للسكن العمومي الايجاري (اجتماعي) مقابل 32 % لفائدة صيغة البيع بالإيجار و12 % للسكن الريفي و2 % للسكن العمومي المدعم إلى جانب 1٪ من هذا المبلغ كمساعدات أخرى.

 

القضاء على السكن القصديري بغضون 2018

وتعتبر سنة 2017 محطة مرور للسنة القادمة التي ستشهد القضاء نهائيا على السكن الهش والقصديري، حيث أظهرت عمليات الإحصاء وجود حوالي 381 ألف سكن قصديري وهش مما دفع بالحكومة إلى تخصيص برنامج خاص من السكن العمومي الإيجاري (الاجتماعي) يتضمن 388.045 وحدة للقضاء على هذه الظاهرة.

وفي سنة 2017، تم استلام 291.608 وحدة من هذا البرنامج من بينها حوالي 45.000 وحدة بالعاصمة بينما يجري إنجاز 96.437 وحدة أخرى.

وسمحت هذه العمليات باسترجاع عقارات حضرية هامة في المدن الكبرى ستوجه لمواصلة إنجاز ما تبقى من البرامج السكنية والتجهيزات العمومية.

 

…ولسكان الجنوب والهضاب العليا في برامج السكن نصيب

وفي سنة 2017، تم تسليم أكثر من 141 ألف أرض تجزئة موجهة للبناء الذاتي في ولايات الجنوب والهضاب العليا. ووفقا للبيانات التي قدمتها الوزارة فإن عدد رخص التجزئة المسلمة في إطار هذه الصيغة السكنية المستحدثة في 2015 بلغ 761 رخصة تخص 141.843 تجزئة موزعة على 193 موقع متواجد بـ 13 ولاية.

غير أنه لم تنطلق الأشغال فعليا سوى في 60 تجزئة مما يستدعي “اتخاذ تدابير استدراكية” لمعالجة النقائص والصعوبات التي تعترض العملية.

ويبلغ عدد أراضي التجزئة التي تم إنشاؤها في الجنوب والهضاب العليا وانطلقت الدراسات على مستواها 269.508 تجزئة تتوزع على 1.403 موقع متواجد بـ 421 بلدية.

 

استحداث صيغ سكنية جديدة موجهة للإيجار

وأعلنت وزارة السكن سنة 2017 أنه يجري التحضير لصيغة سكنية جديدة موجهة للإيجار بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأوضح الوزارة أنه تم الشروع في “الإعداد لآليات جديدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال السكن بغرض إنجاز مشاريع موجهة للإيجار”.

ويتعين في إطار التحضير لهذه الصيغة البحث عن شركاء من القطاع الخاص وإيجاد وسائل التمويل اللازمة وتحديد شروط الاستفادة

وذكرت الوزارة أيضا بأن مخطط عمل الحكومة بالنظر إلى الظرف الحالي الذي يمر به اقتصاد البلاد وضع على عاتق القطاع في المدى المتوسط والبعيد “تطوير آليات جديدة للتمويل وترقية الشراكة العمومية-الخاصة”.

 

تسليم مشروع المدينة الجديدة سيدي عبد الله ومعالم جامع الجزائر الأعظم بدأت تظهر

 

من جهة أخرى، تميز عام 2017 بتقدم لافت عرفه مشروع جامع الجزائر الذي سيكون بعد افتتاحه أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين. حيث دخل هذا المعلم الحضاري آخر مراحل انجازه التي تتضمن جميع العمليات المتعلقة بالشكل النهائي لاسيما تلبيس الأرضيات والجدران والزخرفة والنقش التزيين والتوشيح والتهيئة الخارجية.

كما تم خلال  السنة نفسها تسليم شطر كبير من المدينة الجديدة لسيدي عبد الله، وهو المشروع الذي راهنت عليه الدولة كثيرا نظرا لعدد السكنات التي يحصيها هذا المشروع، حيث يتربع على آلاف المساكن بصيغتي البيع بالإيجار والترقوي العمومي مع التجهيزات العمومية المرافقة لها من مدارس وروضات وملاعب وفضاءات تسلية ومساحات خضراء ومحلات تجارية فضلا عن توفير خدمات النقل الضرورية للسكان الجدد بفضل افتتاح خط السكك الحديدية الرابط بين زرالدة-سيدي عبد الله-بئر توتة.

ويعتبر هذا الإنجاز “فاتحة بداية” لتجسيد مشروع المدن الجديدة والتي تم إقرارها قبل نحو عشر سنوات.  وتم تصميم هذا الفضاء الحضري الجديد ليكون نموذجا تحتذي به باقي المدن الجديدة عبر الوطن كما ستستغل هذه التجربة في مشروع إعادة تأهيل المدن الأخرى، لاسيما من حيث التنظيم العمراني وتسيير المدن وتوفير الخدمات واستخدام الوسائل العصرية.

وفيما يتعلق بالمدن الجديدة الأخرى ( بوينان  بوغزول والمنيعة) تم التشديد على أهمية الرفع من وتيرة  انجازها من خلال مراجعة وإتمام مخططات التهيئة لهذه المدن وتجسيد البرامج المقررة فيها  بما يسمح بالتكفل باحتياجات المواطنين.

وتكملة لهذه المدن الجديدة فقد تم الانطلاق في إنجاز أقطاب حضرية كبرى على غرار ذراع الريش (عنابة) وعين النحاس (قسنطينة).

 

إعادة فتح المسجد التاريخي “جامع كتشاوة” بالعاصمة

 

وشهد العام المنقضي الانتهاء من مشروع ترميم وإعادة تأهيل جامع كتشاوة بالعاصمة والذي أشرف عليه خبراء أتراك يمثلون الوكالة التركية للتنسيق والتعاون “تيكا”

وتم إنجاز هذا المشروع دون مقابل مالي بناء على الاتفاق المبرم بين الجزائر وتركيا والمعلن عنه بمناسبة زيارة الوزير الأول (آنذاك) رجب طيب أردوغان رئيس تركيا حاليا إلى الجزائر في سبتمبر 2013.