يُقيمها "معهد العالم العربي"

“أراغون، الجزائر والعالَم العربي”…عنوان جلسة بباريس

“أراغون، الجزائر والعالَم العربي”…عنوان جلسة بباريس

يُقيم “معهد العالَم العربي” في باريس الجمعة المقبل، العاشر من فيفري الجاري، جلسةً، عند السابعة مساءً، بعنوان “أراغون، الجزائر والعالَم العربي”، في إطار برنامجه “كتّابٌ فرنسيون كبار والعالَم العربي”.

وتسعى الجلسة، التي ينظّمها المعهد بالتعاون مع مؤسّسة “بيت أراغون وتريوله” (وهو اسم عائلة زوجته، إلزا)، إلى تسليط الضوء على هذه العلاقة شبه المنسية من سيرة الشاعر، “الذي لم يتوقّف يوماً عن التطلّع نحو ضفاف المتوسّط الجنوبية، حتى أنه أدخل العالَم العربي إلى قلب مشروعه الإبداعي”، بحسب بيان المعهد.

وبالفعل، فإن أراغون عُرف باهتمامه الكبير بالشعر والثقافة العربيين، ويعتبر النقّاد أن كتبه في حبّ زوجته إلزا، ولا سيّما “مجنون إلزا” (1963)، تمشي على خُطى شعراء الغزل العربي، وخصوصاً مجنون ليلى. استلهامٌ وتقاربٌ سيتطرّق إليه، في الجلسة، كلٌّ من الأكاديمية دومينيك ماسونو، والباحث بيير جوكان، الذي عرف أراغون شخصياً.

ولم تكن علاقة الشاعر الفرنسي بالعالم العربي محصورةً بحبّه لشعر الضاد القديم، كما كان الحال مع عددٍ من المستشرقين الذين يفضّلون ماضي العرب على حاضرهم؛ على العكس من ذلك، كان أراغون من أبرز أدباء بلده وقوفاً إلى جانب الجزائر في نضالها للتحرّر من احتلال فرنسا ومن أكثرهم انتقاداً للاستعمار الفرنسي للبلد، وهي النقطة التي سيتناولها في مداخلتيهما كلّ من الشاعر والناقد أوليفييه بارباران، والباحث في التاريخ ألان روسكيو.

كما يسلّط بارباران وروسكيو الضوء على صداقات مع كتّاب عرب، واستقباله للعديد منهم في صحيفة “الآداب الفرنسية” التي كان يديرها، كما فعل مع كاتب ياسين ومحمد ديب، أو تناوله لنصوص وكتابات عربية في الصحيفة نفسها.

إذا كان الشاعر الفرنسي لويس أراغون (1897 ــ 1982) واحداً من أبرز شعراء بلده في القرن العشرين ومن أكثرهم شهرةً، حتى بين عموم الناس ممّن لم يقرأوه، فإن علاقته بالثقافة العربية تبقى، على النقيض من ذلك، مجهولةً تماماً، إلّا من قِبَل المختصّين بشعره أو من بعض المهتمّين به في العالَم العربي.

وُلد أراغون في باريس، وانخرط في عدد من التيارات الثقافية مثل الدادائية ثم السوريالية التي كتب تحت تاثيرها عدداً من الأعمال، منها: “نار الحبور” (1920)، و”آنيسي” (1921)، و”فلاح باريس” (1926)، قبل أن يتحوّل إلى الشيوعية مطلع الثلاثينيات وتتغيّر رؤيته للثقافة والأدب بشكل خاص، حيث سبّبت قصيدته “الجبهة الحمراء” دخوله السجن.

عمل في الصحافة، ووضع عدداً من التنظيرات المهمة في الأسلوبية الشعرية، وساند معظم قضايا التحرّر في العالم الثالث، حيث وقف إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي فيها من قبل بريطانيا وفرنسا و”إسرائيل”، كذلك ساند حركة المقاومة الشعبية في الجزائر وفيتنام، وكان من أشدّ المعارضين للأنظمة الفاشية في القارة الأوروبية.

ب/ص