أخلاقك هي عنوانك

أخلاقك هي عنوانك

تستطيع أن تحقق ما تريد وتأخذ ما تصبو إليه بوسائل عدة، منها القوة والقهر والشدة، ومنها المصلحة المتبادلة، إلَّا أن هناك طريقًا سهلًا ميسورًا لا يحتاج إلى كثير عناء، ولا يحتاج إلى عنف أو شدة، ودون النظر إلى النفع المادي المتبادَل، أو المعاملة بالمثل، إنه طريق الخُلُق الحسَن، الذي هو أشد تأثيرًا من الحديد في الصخر الصوان، وفي نفس الوقت ألين من الحرير في ملمسه. إن الأخلاق الحسنة هي عنوان رسالة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد وصفه ربه في أخلاقه بأعظم وصف ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ” القلم: 4، وخص الخُلُق بهذا الوصف؛ لأن الخُلق الحسَن يجمع في داخله كل صفة طيبة، فهو يحمل الحلم والصبر والكرم واللين والأناة والعفو، كما يحمل صفات الشجاعة في موضعها، والقوة في موضعها، والثبات، والتحمُّل، وغير ذلك من صفات لا تخرج عن حد الاعتدال، بعيدًا عن التنطُّع والغلو والانحراف، وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن رسالته فأوجز قائلًا: “إنما بعثتُ لأتمم صالح الأخلاق” رواه أحمد عن أبي هريرة، وفي رواية الطبراني عن جابر: “إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق”. وبهذه الأخلاق دخل في الإسلام بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي، بل دخلت بلدان بكاملها في الإسلام بحسن تعامل المسلمين مع أهلها بيعًا وشراءً، ودول جنوب شرق آسيا تشهد على ما نقول. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة مِن خلُق حسنٍ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء” أخرجه الترمذي، إن المسلم الصادق لديه أقوى سلاح يستطيع به أن يأسر مَن شاء من الناس، إنه حُسن الخلق، وخفض الجناح، والعفو واللين، بكل ذلك وبغيره من الأخلاق الحسنة تصل إلى قلوب الناس، ليس بالفظاظة، ولا بالخشونة والعنف، ولا بالتجهُّم والعبوس، ولكن بالكلمة الحانية، والبسمة الهادئة، تستطيع أسْر من تريد أسْرَه، فتجعله يقبل نصحك، ويهتدي بهديك، ويتخلق بأخلاقك، التي لا شك هي أخلاق المسلم الصادق، التي دل عليها إسلامنا ونبينا صلى الله عليه وسلم.

من موقع إسلام أون لاين