أخطاء في معاملة الناس

أخطاء في معاملة الناس

 

– مخالفة التأدُّب في مخاطبته، والتحدُّث إليه، والإقبال عليه بالوجه والكلام، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ بوجهِه وحديثِه على أشرِّ القومِ، يتألَّفُهُمْ بذلك، فكان يُقْبِلُ بوجْهِه وحديثِه عليَّ، حتى ظننتُ أني خيرُ القومِ”؛ حسَّنَه في مختصر الشمائل.

– ومن هذه المفسدات في طريق المحبَّة الخالصة، ألَّا تقول عند أخيك إلا خيرًا، ولا يسمع منك إلا الكلمة الطيبة المصحوبة بالابتسامة الرقيقة؛ قال تعالى ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ” الإسراء: 53.

– المراء والجدال، والاعتداد بالرأي، وهي صفات تقتل الأخوَّة، وإن طالت، وتمحق المحبَّة وإن استحكمت، وتُبهت العشرة وإن عمرت في الزمن ما عمرت، فكثرة المجادلة والمماحكة، طريق للعناد والمكابرة، وافتعال المعارك الكلامية، والسجالات العقيمة، وذلك سلاح الشيطان ليفرق بين الأحبَّة، ويشعل بينهم فتيل العداوة، وفي الحديث الشريف؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ”، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ ” بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ” الزخرف: 58. رواه الترمذي.

– عدم الصَّفْح عن أخطاء أخيك، والتجاوز عن زلَّاته، فلن تجد أخًا بلا عيوب، ولن تستمرَّ الصداقة والمحبَّةُ بدون معاتبة، وكأن هذه المعاتبة هي الزاد الذي يُقوِّي المحبَّة، ويُعطيها نَفَسًا جديدًا للاستمرار، ولذلك وصف الله تعالى الصفح بالجميل؛ فقال تعالى ” فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ” الحجر: 85؛ أي: بلا عتاب.

– مهاجرة الأخ – إذا هو أخطأ – فوق ثلاثة أيام، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: “لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ” متفق عليه.

– التدخُّل في خصوصيات أخيك، والنبش في أموره الشخصية، وأسراره الداخلية، تطفُّلًا وفضولًا، وقد عَلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألَّا نتجاوز العلاقة في الأخوَّة إلى درجة التلصُّص والبحث فيما لا يعنينا؛ فقال صلى الله عليه وسلم “مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ” رواه ابن ماجه.

الدكتور مسلم اليوسف