أخصائيون يؤكدون: “المكتبة فضاء شعبي يجب أن يحتوي جميع فئات المجتمع”

elmaouid

قال مدير المركز الوطني للكتاب، حسان بن ضيف، خلال ندوة علمية تحت عنوان “نحو تصور جديد للمكتبة”، بالمعرض الدولي للكتاب، إن “على المدرسة التكفل بتوجيه التلميذ للكتاب والمكتبة”.

وأشار بن ضيف إلى دراسة تؤكد أن “80 بالمائة من خريجي الجامعات لم يقرأوا أي كتاب طوال مسارهم الدراسي”.

وعرج ذات المسؤول على موضوع الكتاب الرقمي، حيث قال إن “عدة دور نشر عالمية كبرى، اهتمت بالكتاب الرقمي في مرحلة قريبة، فحولت العديد من الكتب الشهيرة إلى الشبكة العنكبوتية، لكنها لاحظت فيما بعد أن بعض الكتب ذات حجم معين وعدد صفحات معين لا تستهوي عددا كبيرا من القراء، وهنا استنتجوا أن ليست كل الكتب قابلة للرقمنة، وهذا ما يعني أن الكتاب الورقي سيبقى خالدا وسيعرف في المستقبل أياما بهيجة، تماما مثل الصورة الفوتوغرافية التي لم تقض على الفن التشكيلي”.

أكدت أستاذة علم المكتبات ورئيسة لجنة الطباعة والتوزيع، نادية طمار، من جهتها، على ضرورة تغيير نظرة المجتمع للمكتبة وتطوير سلوكاتنا تجاهها، خاصة بعد أن صار هذا الأخير يعتبر الذهاب إلى هذا الفضاء المعرفي، عارا ومعابة.

ودعت هذه الخبيرة في تنظيم المكتبات وترقية القراءة لدى الفرد وبالتالي المجتمع، إلى تغيير الوظائف المخصصة المحدودة التي اقتصر عليها دور المكتبة، باعتبار أن المكتبة “فضاء عمل استثمر فيه مال كثير ولكنه في نهاية الأمر، وللأسف، غير مستعمل وغير مستثمر بالطريقة المثلى، فهو يقتصر على بعض الشباب في فترة الأبحاث والإمتحانات، بغض النظر عن العراقيل التي يجدها في طريقه إلى المكتبة وبمجرد دخوله إليها”.

وانتقدت الأستاذة سلوك بعض المكتبيين الذين ـ ولنقص خبرتهم وهشاشة تكوينهم العلمي والبيداغوجي ـ، حيث قالت إن المكتبي غير متفتح على هذا الفضاء، ولهذا يجب أن نربي المكتبي ونكونه ليسمح للقارئ بكل الحرية داخل المكتبة، فالمكتبة فضاء شعبي عمومي من حق الجميع دخوله، حيث أن لها دور اجتماعي هام”.

وعن موقع الكتاب الإلكتروني من الكتاب الورقي وواقع المكتبة في عصر الكتابي، اعتبرت، طمار، أن هذه الظاهرة “عملية إعادة تموقع للكتاب”، حيث أن المكتبة تتطور مثل المجتمع تماما، فـ “الشباب على سبيل المثال، أغلبهم يعتبر الذهاب إلى المكتبات عيبا وأمرا يحط من سمعتهم والكثير من أصدقائهم يتفادون الذهاب إلى المكتبات خشية هذه النظرة ومخافة تهميش محيطهم المدرسي أو محيطهم في الحي لهم، فهم يفضلون القراءة خفية على الشبكة العنكبوتية وعلى فايسبوك، فالكتاب انتقل لفضائهم وكأن الكتاب يقول لهم أينما تذهبون سأتبعكم فقط اقرؤوني، فهذا الأمر لصالحكم”.

وأردفت، طمار، أن “على المكتبي أن يطور ذكاءه فهو وحده الذي تقع على عاتقه مسؤولية ملء كراسي المكتبة وتحبيب القراءة للناس، فالدولة بنت مكتبات ضخمة واشترت ما لا يحصى من الكتب القيمة ولازالت، ولكن هذا الفضاء ما يزال مهجورا، ولا يمكننا لوم المجتمع بل نلوم المكتبة لوحدها، فهي السبب الرئيسي”.

كما أضافت المتحدثة قائلة:”إن المكتبة بإمكانها أن تصبح بيتا ثانيا للمرأة الماكثة بالبيت والتي ستجد ضالتها من خلال ورشات الخياطة والأعمال المنزلية التي تكونها المكتبة نفسها، كما بإمكان المكتبة احتواء المتقاعد الذي ليس له مكان يذهب إليه ولا خيار له سوى المكوث بالبيت أو الحي والحديقة العامة، في حين أن بإمكانه الذهاب إلى المكتبة والإستفادة من الكم الهائل من الكتب، ونفس الشيء بالنسبة للشاب، كما يجب تزويد المكتبة بكل التجهيزات والمستلزمات، فلقد انتهى وقت المكتبات التقليدية، حيث يجب تزويد المكتبة بمقهى ونادي وغيرها من الإحتياجات التي تجلب الشباب وتحببهم في المجيء إليها”.