أحياء تعيش في الظلام والسلطات تلتزم الصمت… البرك المائية والأوحال تعقد حياة سكان برج البحري

elmaouid

يعيش سكان بلدية برج البحري الواقعة شرق العاصمة على وقع ظروف كارثية تسببت فيها الأمطار التي تهاطلت في الفترة الأخيرة، التي حوّلت الطرقات والمسالك في أغلبها إلى برك مائية وأوحال حالت دون تمكنهم من

التنقل ضمن سيرورة مرورية طبيعية، موجهين أصابع الاتهام إلى السلطات التي لم تتحرك لتهيئة طرقات الأحياء التي بلغت درجة متقدمة من الاهتراء، بحيث تكفي قطرات من المياه لتحول المنطقة إلى فوضى، تزداد وطأتها في ساعات الصباح الأولى التي يسعى فيها المواطنون إلى وجهاتهم في ظلمة حالكة ومعها ساعات المساء عند العودة بفعل حرمانهم من الإنارة العمومية في عدة مناطق من البلدية التي تشكو جملة من النقائص.

تشكو عديد الأحياء ببرج البحري وضعا لا يطاق جعل الكثيرين ينتفضون لأجل تغييره من خلال الالتفات إلى ضرورة تمكين الأحياء المتضررة من تهيئة حضرية تسهل على السكان ممارسة حياتهم العادية بأريحية، والتي وصفوها في ظل هذه المعاناة اليومية مع مخلفات الأمطار بالكابوس المفروض عليهم دون تدخل المسؤولين لتحسين إطارهم المعيشي وتخفيف وطأة المعاناة عليهم خاصة مع افتقارهم لمشاريع من شأنها القضاء على العزلة التي تحاصرهم وتحرمهم من تحقيق نقلة تنموية، ابتداء بشبكة الطرق التي تشكل أكبر مشكلة بالنسبة لهم كون غالبيتها لم تحظ بالتجديد.

وفي هذا الإطار، حرص السكان على المطالبة بضرورة برمجة مشاريع تتعلق بالتهيئة الحضرية وذلك نظرا للحالة الكارثية التي آلت إليها الأحياء خلال الفترة الأخيرة، موضحين أنهم يعانون من هذا المشكل منذ سنوات، مضيفين أن الوضع ازداد سوء في الفترة الأخيرة، ولم يعد بإمكانهم التحمل أكثر، في ظل الغياب التام لبرامج اعادة تهيئة مخصصة للأحياء، التي تحولت طرقاتها إلى برك مائية وأوحال بسبب مياه الأمطار التي تساقطت في الفترة الأخيرة.

وأشاروا إلى أنهم باتوا يجدون صعوبات وعراقيل أثناء تنقلاتهم اليومية، وهو الوضع الذي يتقاسمه معهم الراجلون خاصة التلاميذ الذين يتوجهون كل يوم إلى مدارسهم، والذين باتت تؤرقهم الطرقات خلال عبورها ذهابا وإيابا، في ظل الغياب التام لأروقة أو ممرات صالحة لعبور الراحلين، ناهيك عن انعدام الأرصفة التي لم يتم انجازها، كما أكد آخرون أن عددا من التجمعات السكانية لا تزال طرقاتها عبارة عن تراب، حيث لم يتم تعبيدها مطلقا ولم تستفد من برامج تهيئة، مضيفين أنهم رغم مطالبهم المتكررة التي وجهوها إلى المسؤولين المحليين من أجل انجاز برامج لتهيئة حضرية شاملة، إلا أن ذلك لم يحدث لحد الآن، رغم تعاقب المجالس المنتخبة على رأس بلدية برج البحري.