أدى غياب حاويات ذكية على مستوى عدة أحياء بالرويبة الواقعة شرق العاصمة إلى غزو النفايات نحو المجمعات السكنية، بحيث أضحى القاطنون بالطوابق السفلى مجبرين على التعايش مع الروائح الكريهة وكذا المناظر المشوهة للمحيط وانتشار الحشرات على غرار ما يحدث في حي 600 مسكن الذي يستقبل نفايات الأحياء الجديدة المجاورة التي لا تتوفر حتى على حاويات عادية أو مجرد أماكن مخصصة لإلقاء القاذورات، وهذا بشكل فاق قدرة استيعاب حاوياتها، ما جعل السكان يلقونها في كل مكان وزاوية بعيدا عن رقابة السلطات المحلية التي لم تبادر إلى حل المشكل رغم تفاقمه يوما بعد آخر وعدم التحاق جميع السكان بأحيائهم الجديدة بعد، الأمر الذي يؤكد أن عمال النظافة سيواجهون مهمة أصعب مستقبلا بالنظر إلى التعقيدات الكثيرة التي يواجهونها يوميا لاحتواء الوضع حاليا والذي خرج عن السيطرة منذ تخلي سكان حي 600 مسكن الذي دخلوه قبل سنة فقط عن نقل نفاياتهم إلى المناطق المخصصة لرمي النفايات خارج منطقتهم والتحول إما نحو حي 500 مسكن المجاور أو إلقائها في أي مكان .
يفرض مشكل غزو النفايات نفسه بقوة على مستوى أحياء الرويبة رغم حرص كثير من المتضررين وأصدقاء البيئة وفعاليات المجتمع المدني على نقل الانشغال إلى مسامع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للرويبة، خلال زيارة ميدانية قادته إلى أحياء الترقوي العمومي قبل فترة، داعين إلى تنفيذ كامل بنود دفتر الشروط الخاص بتشييد بنايات
الـ “أل. بي. بي”، والقاضية بحماية المحيط البيئي من خلال إنشاء حاويات ذكية تمتص القاذورات وتكون مدفونة تحت الأرض ومزودة بآلية جمع النفايات، وهو ما لم تتقيد به المؤسسة المقاولاتية المكلفة بالإنجاز ولم تبادر المؤسسة الوطنية للترقية العقارية بتوفيرها رغم المعايير المعتمدة لإنجاز سكنات وصفت بالنوعية والمزودة بعناصر الرفاهية ولم توفر حتى حاويات عادية تخفف من وطأة المشكلة، مؤكدين أنه لم يمضِ على وجودهم بالحي أكثر من سنة ليغرقوا وسط النفايات ويتحول الموضوع إلى هاجس حقيقي يؤرقهم بتشكل نقطة سوداء في قلب سكناتهم، ما يستدعي إزالتها في أقرب وقت وتحسين إطارهم المعيشي ببيئة سليمة ومحمية من الملوثات، مستغربين عدم تدخل السلطات المحلية لإرجاع الأمور إلى مجاريها، سيما وأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيسبب كارثة إيكولوجية على المدى البعيد، ثم أن أكثر المتضررين هم عمال البلديات الذين يعجزون عن السيطرة على الوضع.
وأعاب الكثير من القائمين على هذه السكنات انعدام نقطة خاصة برمي القمامة بطريقة منظمة، تحمي البيئة والسكان من التلوث والعشوائيات التي أضحى البعض منهم يلجأ إليها للتخلص من نفاياتهم والتي شكلت ازعاجا كبيرا لدى القاطنين بالطوابق الأرضية .
إسراء. أ