يعد الشهيد أحمد مزوج أول مجاهد يفتح قافلة الشهداء بمنطقة الأوراس، وبالضبط بعد 3 أيام فقط عن اندلاع الثورة التحريرية. هذا، وتشير عديد الوثائق والشهادات إلى أن البطل أحمد مزوج سقط في ميدان الشرف خلال العملية الهجومية التي قام بها ضمن فوج الشهيد قرين بلقاسم في مدينة سريانة بباتنة، مُرجعين حادثة استشهاده إلى محاولة استهداف معمرين اثنين ليلة الفاتح نوفمبر بمنطقة سريانة بباتنة، وهما جيلو وفوزو، بسبب مشاركتهما في قتل جزائريين خلال مجازر 8 ماي 1945، فدخل مزوج منطقة “باستور” (مدينة سريانة حاليا) متجها نحو بيت “فوزو” من جهة مدخنة المنزل، ليقع بينهما اشتباك، ففرّ فوزو من المنزل بعد إصابته ليختبئ داخل بالوعة، وبحكم أن مزوج لم يكن يعرف المنطقة جيدا، في ظل قدومه من آريس، فقد خرج من بيت فوزو متجها نحو جيلو، لكن فوزو أطلق عليه النار من داخل البالوعة، فسقط أحمد مزوج شهيدا، واستند الدكتور موسى رحماني إلى بحث ولقاء ميداني جمعه بعدة مجاهدين عايشوا الحادثة، وفي مقدمة ذلك الأخوين عمر ولحسن منصوري، اللذان أكدا بأن تاريخ استشهاد مزوج أحمد كان مساء الثالث نوفمبر 1954، وقد شاهدا ذلك بنفسيهما، وهو ما أكدته جريدة “لو رادار” الصادرة يوم 4 نوفمبر 1954، والتي تطرقت إلى الحادثة، مرفقة الخبر بصورة للشهيد أحمد مزوج بعد مقتله، كما أن التقرير الذي أعده مراسل “إيكو دالجيري”، ونشر يوم 14 نوفمبر تناول حادثة استشهاد مزوج واصفا إياه بالخارج عن القانون الفرنسي.
ويؤكد العارفون بسيرة الشهيد أحمد مزوج الملقب بـ “أعمر أوقرور”، أنه كان يرعى الغنم، ويحب الصيد وصناعة البارود، كما أنه معروف بكرهه للمستعمر، وهو ما جعله يساير حركة النضال من سنة 1947، والمساهمة في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية المباركة. وقد كان الشهيد أحمد مزوج مسؤولا عن فوج “ملوجة” المكون من 3 خلايا للمناضلين من الحركة الوطنية، وكان منزله يأوي أولئك الفارين من قبضة الاستعمار والتابعين للمنظمة السرية، على غرار عمار بن عودة ولخضر بن طوبال ورابح بيطاط وغيرهم، كما شارك في الصلح بين الأعراش تحت قيادة البطل مصطفى بن بولعيد.







