أكد أحمد عبد الرحمن، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أن ما نشر عبر وسائل الإعلام الدولي، الثلاثاء بأن بعض الوسطاء، طلبوا من حركة حماس، نشر عناصرها شرقي قطاع غزة؛ لمنع المواطنين من الوصول إلى السياج الفاصل، يمثل الخطوة الأولى لترويض حماس، من خلال الدولارات القطرية.
وقال عبد الرحمن في حوار مع “دنيا الوطن” الثلاثاء: إن حركة حماس، أقدمت على انقلاب عسكري في العام 2007، لأنها كانت ضد أوسلو، وتُجرم التنسيق الأمني، لكن اليوم بعض الدول بدأت تُروض الحركة، وفق المنظور الإسرائيلي، مضيفًا: “للمرة المليون أقول لحماس: إن الحصار لن يُرفع، والمعابر لن تُفتح، وسيبقى الوضع على ما هو عليه، ولن تحصلون سوى على الفُتات”.
وأضاف، أن إنقاذ غزة، يكون فقط عبر عودة الشرعية، مُمثلة بالسلطة الفلسطينية، حتى لو بعيوبها، هي أفضل من حكم حماس والإخوان، متابعًا: “لا يمكن أن تنتهي مشاكل القطاع في ظل حكم حماس، والهدف هو أن تبقى في غرفة الإنعاش”.
وأوضح أن حركة حماس تسير في طريق الانفصال الكلي، والأفضل أن تذهب باتجاه الشرعية بدلًا من الخطط التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، مبينًا أن حماس ارتضت بالدنية، وكل يوم تحدث فضيحة تفاهمات جديدة، يوم يتم إغلاق البحر، واليوم التالي توسع مساحة الصيد، ثم تُقلصها، وهكذا يتم الكذب على الشعب الفلسطيني المُحاصر بغزة.
وفي سياق آخر، اعتبر عبد الرحمن أن القرارات التي اتخذها الرئيس محمود عباس، بوقف الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، قد يُحرك المجتمع الدولي، ويُخرجه من سُباته، وهذه رسالة واضحة للعالم، مفادها، هل تُريدون سلطة فلسطينية قوية في الضفة، أم تؤيدون إقامة دولة للمستوطنين في مناطق (ا)، متابعًا: “رسالة الأخ أبو مازن كانت واضحة اذا نُفذت هذه القرارات فليس أمام المنطقة إلا الفوضى”.
وأوضح القيادي في فتح، أن هنالك من يرى أن السلطة الفلسطينية، هي أداة بيد إسرائيل، لكن بالعكس السلطة هي لمقاومة الاحتلال، لكن الواقع يقول: إن السلطة هي الجهة الوحيدة التي ضد إسرائيل، وليست حركة حماس، ففي الوقت الذي تواجه السلطة التقسيم والضم وصفقة القرن ومشاريع ترامب، تقوم حركة حماس بإضعاف دولة فلسطين، وتتجه نحو الانفصال.
وأشار إلى أن الموقف الفلسطيني الرسمي منذ إنشاء السلطة “لا تنازل عن أي شبر من أراضي الضفة الغربية، لذلك يتم تهديد أبو مازن والقيادة، وتمارس بحقهم الجرائم السياسية والاقتصادية”، معتبرًا أن استمرار ممارسات الاحتلال هذه، ستؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.
وفي الملفات الداخلية لحركة فتح، نفى عبد الرحمن أن تكون الخلافات ما بين الرئيس أبو مازن، ومسؤول التيار الإصلاحي محمد دحلان، قد أثرت على قوة ومتانة حركة فتح.
وعرّف أحمد عبد الرحمن، ما حدث بأنه عبارة عن عدم توافق بين أفراد حول طموحات معينة، وارتكبوا نتيجة لذلك بعض الأخطاء، وصدرت بعض القرارات والقضايا بحق بعضهم، لكن هذا لم يؤثر على فتح بالمطلق، لأن فتح ليست مجرد حركة أو حزب بل هي قوة تزداد قوتها يومًا بعد يوم بفضل أبنائها وكوادرها.