أحمد بناي المدعو سي جمال، في منتدى “الموعد اليومي”….. مظاهرات 11 ديسمبر 1960 فاجأت العدو الفرنسي وكشفت جرائمه أمام العال

elmaouid

الجزائر- يروي المجاهد أحمد بناي الذي يعد أحد مهندسي مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ومن المجاهدين القلائل الذين نجوا من جحيم جبال تمزقيدة بناحية موزاية (البليدة) شهادته الحية عن المظاهرات من حيث التنظيم والرمزية وكذا ردة فعل السلطات الاستعمارية التي قادت حملات رعب وتعذيب وتصفيات جسدية ضد الجزائريين.

 

قال إنها أعطت نفسا جديدا للثورة الجزائرية … أحمد بناي :

مظاهرات لم تكن منظمة وجاءت استغلالا لفرصة منحها برنارد للجزائريين

 قال عضو منظمة المجاهدين والمشارك في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ، أحمد بناي المدعو سي جمال، في منتدى “الموعد اليومي”، إن المظاهرات التي شهدتها أحياء العاصمة وبعض المدن الجزائرية لم تكن منظمة قبل ذلك التاريخ، ولكن لم تكن عفوية وإنما جاءت كاستغلال لفرصة قدمها الكابيتان برنارد في بلكور، عندما سمح للجزائريين بالتظاهر شريطة أن يرددوا شعارات ديغول وهي ”الجزائر جزائرية” ، وأضاف محدثنا أنه

بعد ذلك اجتمع قائد المنطقة الرابعة سي الزبير بعدد من المناضلين من جبهة التحرير الوطني الذين كان على اتصال بهم في مخبأه بالقبة وتم التأكيد على تصفية الحساب مع الفرنسيين هذه المرة بالتأكيد على أن هذه الثورة هي ثورة شعب ولابد من الرد على ادعاءات ديغول وأحلام جبهة الجزائر الفرنسية، وأعطى السي زبير تعليماته ليتم تأطير المظاهرات من خلال تدعيم وتقوية المظاهرات وكذا ضبطها وتأطيرها وشراء الأقمشة لخياطة الأعلام وتحديد الشعاراتبالإضافة إلى تقديم تصريحات للصحافيين الأجانب.

وأكد بناي أن مظاهرات 11 ديسمبر عادت بالفائدة على الثورة الجزائرية، وأعطت نفسا جديدة للجزائريين لمواصلة الكفاح، وشجعت المجاهدين  والمعتقلين في السجون وساهمت في تصاعد معنويات كامل المواطنين، وأصبحوا يضحوا بأنفسهم ولا يهابوا  المستعمر سيما وأنه قبل ذلك كانت فئة من  الشعب تخاف نوعا ما المستعمر نظرا للتعذيب والتنكيل  والقمع الذي كان يمارسه الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين .

وفي رده عن سؤال حول وعي الشعب بضرورة التظاهر آنذاك،  قال أحمد بناي أن ليس كل الشعب كان يعرف السبب في خروج الجزائريين للشارع ومنهم من ”ركب الموجة”  فقط، في حين أن البعض الآخر كان يعلم كل شيئ عن المظاهرات نظرا لأن الاتصال والتنسيق القائم بين جبهة التحرير الوطني  والشعب اقتصر على المناضلين وعائلاتهم وأقاربهم لتفادي أي طارئ يعود بالسلب على المظاهرات .

 

المظـــــــاهرات لإبطال سيـــــاسة ديغول

 

أكد المجاهد والشاهد على أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960، أحمد بناي المدعو سي جمال أن هذه المظاهرات جاءت كنتيجة لرد فعل جزائري ضد سياسة ديغول الجديدة التي كانت تنظر الى أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا، وأضاف ضيف منتدى “الموعد اليومي” أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جاءت أيضا كرد على وقائع المظاهرات المساندة لسياسة شارل ديغول يوم 9 ديسمبر والتي ترمي إلى إبقاء الجزائر جزء من فرنسا من خلال فكرة الجزائر فرنسية، بالاضافة إلى مظاهرات المعمرين يوم 10 ديسمبر، قبل أن تزحف المظاهرات الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر لتعبر عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال التام.

 

مظاهرات 11 ديسمبر كانت سببا أساسيا في اعتراف دول العالم بالحكومة الجزائرية المؤقتة

 

واعتبر ضيف المنتدى أن هذه المظاهرات ورغم ما سُجل خلالها من سقوط عدد كبير من الشهداء الذين يبقى عددهم غير معروف حتى يومنا هذا، إلا أنها تركت جوانب إيجابية، حيث أكد أنه نتيجة هذه المظاهرات تم الاعتراف الرسمي بالحكومة الجزائرية المؤقتة لدى أغلبية الدول العالمية التي كانت تجهل حقيقة الأوضاع في الجزائر في ظل سياسة التعتيم التي كانت تمارسها فرنسا وتقزيمها للثورة بأنها مجرد “انتفاضة عصابات”، مضيفا أن مظاهرات 11 ديسمبر كان لها الفضل في إسماع صوت الجزائر للمنظمات الدولية بعد أن شكلت منعرجا حاسما في المسار الدبلوماسي والسياسي لها، كما سمحت للكثيرين بالإيمان بالقضية الجزائرية وساهمت في توسيع دائرة دعم القضية الجزائرية وكفاح الشعب الجزائري من أجل حريته واستقلاله عبر العالم.

 

الذكرى الـ56 للمظاهرات فرصة للحكومة الجزائرية للضغط على فرنسا للاعتراف بجرائمها

 

ودعا سي جمال السلطات الجزائرية الى استغلال هذه الذكرى لفتح ملف الفترة الاستعمارية ومطالبة فرنسا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر طيلة قرن و32 سنة، مضيفا أنه رفقة المجاهدين كثيرا ما طالبوا الحكومة الجزائرية بالضغط على نظيرتها الفرنسية من أجل الاعتراف بالجرائم، مضيفا أنه إذا كانت للحكومة الجزائرية نية في جعل فرنسا تعترف بهذه الجرائم فعليها استغلال هذه الذكرى الـ56 لأحداث 11 ديسمبر 1960.

 

دعوة “الشبيبة الجزائرية” الى الاستلهام من تاريخ الثورة المجيدة لصون جزائر اليوم

 

كما دعا أحمد بناي الذي يعتبر من بين الشهود القلائل على أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جيل اليوم إلى قراءة التاريخ والاستفادة منه ومن بطولات الشعب الجزائري لكون تاريخ الثورة التحريرية المباركة يعتبر مرجعا في مواجهة أي مؤامرات خارجية لضرب استقرار البلاد وتقويض المكتسبات المحققة، وعدم إعطاء الفرصة لأيادٍ خارجية للتدخل، ويعطي القوة لاستكمال مسيرة البناء الوطني التي رسمت معالمها مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة.

 

 مظاهرات 11ديسمبر 1960 خدمت بامتياز القضية الوطنية وفضحت جرائم فرنسا في حق الشعب الجزائري 

اعتبر بناي جمال مجاهد وعضو في الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين مظاهرات 11ديسمبر 1960 بالحدث العظيم في تاريخ الثورة الجزائرية، موضحا في الوقت ذاته أن تلك المظاهرات جاءت بالصدفة ولم ينظم ولم يخطط  لها من قبل  وكشف بناي أن المظاهرات لم تتوقف إلا بعين تيموشنت فقط بل تنقلت إلى قلب العاصمة بالقبة والحراش وبلوزداد وبوزريعة والمدنية وبأنه كان رفقة الشهيد روشاي بوعلام المدعو سي زوبير في المنطقة السادسة التي كانت حدودها الجغرافية – يقول المتحدث ليومية الموعد- من مزافران إلى العاصمة وقسم من متيجة التي كانت تدعى بحسب  المصدر ذاته  بالمنطقة الحرة وفي فترة الحكومة المؤقتة أضحت تابعة للولاية الرابعة التاريخية بحكم موقعها الجغرافي التي كان يقودها الشهيد محمد بونعامة رحمه الله في أواخر الستينات في الوقت الذي كان فيه السيد بناي جمال مسؤولا في جبل تامزقيدة بموزاية ولاية البليدة.

وأضاف ضيف الموعد اليومي أنه أثناء شهر ديسمبر 1960  وقع حدث عجيب في بلكور “شارع بلوزداد حاليا” بالعاصمة حيث كان يقيم سي الزوبير بعد أن قام الجنرال دي غول بزيارة لعين تيموشنت في يوم 9ديسمبر 1960 ثم أقبل إلى الجزائر العاصمة ليلقي بخطابه الأخير الذي ذكر فيه عبارة الجزائر جزائرية فأثار خطابه سخط وغضب الأقدام السوداء وأنصار الجزائر الفرنسية  بمن فيهم قادة الجيش الفرنسي وعملاء المعمرين، وفي 10 ديسمبر 1960 -يقول بناي جمال مجاهد وعضو الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين- نظم الأقدام السوداء وأنصار الجزائر الفرنسية مظاهرات ضد الجينرال  دي غول في مختلف أحياء الجزائر إلا أن النقيب برنار وهو من أنصار دي غول طلب من مجموعة من الشباب الجزائري أن يتظاهروا ببلوزداد بشعار تحيا الجزائر جزائرية ويحيا دي غول إلا عظمة وشجاعة الشهيد روشي بوعلام المدعو سي زوبير الذي اغتنم الفرصة بعد أن اطلع على الوضعية وأمر بتهدئة الشبان وقرر تنظيم مظاهرات عارمة عبر كل أنحاء العاصمة يوم 11ديسمبر 1960 فطلب من المناضلين الشباب أن يتنقلوا في كل الأحياء الرئيسية وأن يدعوا السكان إلى الخروج في الشوارع حاملين العلم الوطني بعد أن قامت المنظمة -يفيد السيد بناي جمال- بشراء القماش الأبيض والأخضر والأحمر وتم توزيعه على كل المنازل الجزائرية لخياطة العلم الجزائري وبالتالي عرف يوم 11ديسمبر 1960 مظاهرات حاشدة وسقط في ذلك اليوم  ما يفوق الـ300 شهيد- يؤكد بناي- بدون تحديد الإحصاء الدقيق والفعلي والحقيقي، مشيرا على انه قام بتنظيم مظاهرات في منطقة بئر خادم وبئر مراد رايس، وألح المجاهد جمال بناي أن كل المظاهرات ساهمت في مناصرة القضية الجزائرية والتعريف بها عالميا إلا أنه يثمن مظاهرات 11ديسمبر 1960 بانها كانت مميزة وخدمت بامتياز القضية الوطنية وفضحت الجرائم التي قامت بها فرنسا في حق الشعب الجزائري، كما أنها برهنت عن وحدة وتلاحم الشعب الجزائري حول مبادئ جبهة التحرير الوطني وأهدافها في استرجاع السيادة الوطنية والحصول على الاستقلال التام .

 

عدم استرجاع جماجم كبار قادة المقاومات الجزائرية  وكبار شهداء الجزائر هو إهانة للجزائر والجزائريين

 

أوضح المجاهد وعضو الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين السيد بناي جمال أن منظمة المجاهدين بقيادة السيد عبادو طلبت مرارا  الجهات المعنية باسترجاع جماجم شهدائنا الأبرار الذين التي لا تزال في المتاحف الفرنسية في ظل جزائر مستقلة إلا أن في المقابل لم تستقبل منظمة المجاهدين  ولا ردا من أي جهة كانت لا جزائرية ولا فرنسية ويبقى السؤال مطروحا.

 واعتبر المتحدث عدم استرجاع الجماجم لكبار قادة المقاومات الجزائرية  وكبار شهداء الجزائر إهانة للجزائر والجزائريين وإهانة لاستقلال الجزائر.

وأشار السيد جمال بناي أن فرنسا لم ولن ترفع يدها عن الجزائر مادام هناك من  يعملون لصالح فرنسا وذكر أسماء كثيرة لديهم جنسية فرنسية ومقيمين بها وتقلدوا مناصب عليا في الدولة الجزائرية المستقلة ارتأت الجريدة التحفظ عن  ذكر أسمائهم.

 

مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية لم تتلق لا دعما ولا إعانة من قبل مؤسسات الدولة

 

أفاد السيد بناي جمال أنه وبمساعدة مجموعة من المجاهدين أسسوا مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية الواقعة بسيدي يحي بأعالي الجزائر العاصمة وهي قائمة بذاتها من خلال اشتراكات المجاهدين الأعضاء فيها. وكشف  المصدر نفسه أن مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية لم تتلق أي دعم لا من الوزارة الوصية وهي وزارة المجاهدين ولا من أي جهة حكومية. وقال أن بالمؤسسة   7000 تسجيل لشهادات حية من مجاهدين منهم من توفي ومنهم من هو على قيد الحياة صورة وصوتا قامت  المؤسسة ذاتها بتحقيقها بأموال الأعضاء المنخرطين  فيها ولم تتلق المؤسسة  لا دعما ولا إعانة من قبل مؤسسات الدولة.