ولد الشهيد أحمد إيمرزوقن سنة 1932 بولاية تيزي وزو، وكان الشهيد قد جُنّد في الجيش الفرنسي، بين 1950 إلى 1957، حيث كان ضابط صف في فوج المدفعية، قبل أن يقرر الاستجابة لنداء الوطن والتخلي عن منصب عمله بالدرك بمدينة باستور سابقا، سريانة حاليا بولاية باتنة، للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني والنضال من أجل الاستقلال الوطني.
وقام أحمد إيمرزوقن، المولود في 17 جويلية 1932 باث عنان (بلدية تيزي وزو)، بترك عمله ليلة 4 إلى 5 أفريل 1957، بعد تنفيذ عملية بمنطقة الأوراس بالتنسيق مع قيادة الثورة مستغلا منصبه كدركي بسريانة لإدخال مجموعة من المجاهدين بقيادة محمد حجار، إلى مركز الدرك في منتصف تلك الليلة.
وتوجت العملية بقتل أربعة دركيين فرنسيين مع الاستيلاء على قطع من الأسلحة، إضافة إلى معدات وبدلات عسكرية، وقالت مصادر تاريخية إن سي أحمد الجادرمي، أبان لدى وصوله إلى معاقل الثورة، عن تحكم كبير في تقنيات الحرب بفضل التكوين الذي تلقاه في الجيش الفرنسي، ما سمح له بالارتقاء بسرعة في التسلسل الهرمي لجيش التحرير الوطني ليعين قائد كتيبة بالولاية التاريخية الأولى، التي كانت تضم منطقة الأوراس والنمامشة.
نجح أحمد إيمرزوقن، بفضل المهارات العسكرية التي اكتسبها خلال تجنيده في الجيش الفرنسي في مضاعفة العمليات العسكرية ضد الجيش الاستعماري، وهي العمليات التي دونها في تقارير عديدة تمكن ابن أخيه فريد، من الحصول عليها ونسخها قبل أن ينقلها في كتابه “مسيرة بطل من جرجرة إلى الأوراس: أحمد إيمرزوقن المدعو سي أحمد الجادرمي”.
وذكر من بين أعماله البطولية البارزة، تنفيذه رفقة كتيبته لما لا يقل عن ثماني عمليات ضد مواقع العدو يوم 1 نوفمبر 1957.
واصل “سي أحمد الجادرمي”، على هذا المنوال، بحيث كان ينفذ في بعض الأحيان أربع عمليات عسكرية في اليوم الواحد إلى غاية استشهاده في معركة فوغالة.
هذا، وتولى أحمد الجادرمي، قيادة معارك كبيرة في 1958 كللت كلها بالنجاح دون خسائر بشرية تذكر، من بينها، معركة جبل مزوزية، التي وقعت بمنطقة تبسة يوم 24 جويلية 1957 لدى عودته من تونس على رأس قافلة من الأسلحة، ومعركة بويدبيرن يوم 22 أوت 1957 بالمنطقة الـ 4 من الناحية الأولى بجبال أولاد سلطان، ومعركة الرفاعة يوم 24 سبتمبر 1957.
استشهد “الجدارمي” وسلاحه بيديه خلال معركة فوغالة، التي دارت رحاها يوم 23 فيفري 1958، حشد الجيش الاستعماري خلالها عددا كبيرا من قواته واستشهد في المعركة 27 مجاهدا وأصيب 15 آخرين بجروح. وتكبد جيش فرنسا من جهته مقتل ما لا يقل عن 350 جنديا وجرح 100 آخرين.






