في تصريح نقلته جريدة “الاتحاد” الإماراتية عن خصوصية عناوين الكتب التي تختارها، والغاية التي تدور وراء اعتماد عنوان من دون آخر، قالت الروائية الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي: “نحن لا نختار العناوين، هي من تختارنا، فهي كلمات مكثّفة تأتي في السياقات، ربما كلمة واحدة تستفزك لاختيار عنوان العمل، في (ذاكرة الجسد) الذي اختار العنوان هو بطل الرواية خالد بن طوبال، فهو ذاكرة جسده المشوّه، وعرفت بعد ذلك من صديقة لي أن للجسد ذاكرة، هذا أمر تعلمته لاحقاً وكنت أعيشه مع البطل على الورق”.
وعن علاقتها بالعاطفة وكيف تروي سيرة الحبّ واللهفة والعشق، قالت: “منذ بداية التاريخ الأدبي العربي ونحن نقف على الأطلال، ونحتفي بالبكاء والغياب، نحن أمة تحب أن تتعذّب، وهذا شيء واقعي ونراه في الكثير من مواقف الحياة، والوطن العربي للأسف به الكثير من هذه الملامح، وأنا لا أحوّل كتاباتي إلى دراما عاطفية ووجدانية بحتة، وقد خففت من الحزن فيها؛ لأننا لم نعد نعيش الفراق كفاجعة شخصية، في هذه الأيام الموت هو سيد الموقف في مختلف ما يحيط بنا من مظاهر، وهناك قضايا أهم بكثير من الفراق والحزن على غياب محبّ وعاشق، ويجب على كل شخص أن يراجع علاقته مع الفقد كوننا أصبحنا يتامى أوطان وبلاد”.
على صعيد آخر، أوضحت مستغانمي أن القارئ حين يطالع أحد نصوصها، وينفعل ويبكي، فهي تكون، بدورها، في لحظة الكتابة وصنع النص، منفعلة ومنغمسة في البكاء. وأضافت أن الكتاب الناجح هو الذي يعيش طويلا جدا، ولا يموت بموت مؤلفه، مشيرة إلى أن الهاجس الذي يشغلها، وأصعب تحد أمامها، هو أن تعيش أعمالها من بعدها.
ب/ص