-
الحرب الصهيونية على فلسطين ولبنان فاشية عنصرية وعدوان جائر وهمجي
ألقى أحسن هاني نائب رئيس المجلس، كلمة بالنيابة عن رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، خلال مشاركته في أشغال المنتدى البرلماني العالمي لمناهضة الفاشية والفاشية الجديدة.
وقال خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، إنه لمن دواعي السرور أن يشارك المجلس الشعبي الوطني، في هذا المنتدى العالمي ضد الفاشية والفاشية الجديدة، في طبعته الأولى، حيث أبى البرلمان الجزائري إلا أن يكون حاضرا بالنظر إلى الموضوع الهام الذي يتطرق له هذا المنتدى. وذلك لأن الرسالة التي يحملها لها دلالات عميقة خاصة في ظل موجة العنصرية المتنامية عبر العالم والصعود المقلق للفاشية الجديدة، والخطاب العنصري الذي يغذي أعمال العنف من خلال الأفكار المتطرفة التي تزرع الكراهية والانقسام. وأوضح أحسن هاني، أنه يقع على عاتق البرلمانين ممثلين لشعوبهم من خلال الاليات التشريعية وكذا آليات الدبلوماسية البرلمانية، مواجهة هذه الموجة الظلامية من خلال خطاب جامع يزرع الأخوة والصداقة بين الشعوب والمجتمعات للدفاع عن قيم الإنسانية المناهضة للظلم والتطرف والاستعمار والداعية للعيش معا في سلام، ويذود في الوقت ذاته عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وتكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وحق الشعوب من الاستفادة من ثروات بلدانها. ولعل أكبر مثال عن التأكيد السلبي لتنامي التيار الفاشي هو ما يحدث اليوم أمام أنظار العالم في فلسطين ولبنان من حرب فاشية عنصرية وعدوان جائر وهمجي من قبل الكيان الصهيوني الذي أعطى وداعميه الحق لأنفسهم في إبادة شعب كامل دون حسيب ولا رقيب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، توثقها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي يومياً، وتأبى القوى المهيمنة على النظام الدولي رغم كل ذلك من وضع حد لها -يضيف هاني في حديثه-. كما شدد نائب المجلس الشعبي الوطني، أن الجزائر الوفيّة دائماً لمبادئها، تؤكد دعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني الصامد، وحقوقه الوطنية المشروعة، وتجدد التأكيد دائما، أن جوهر هذا النزاع واساس كل تصعيد يحدث في المنطقة هو عدم إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتنصل المجموعة الدولية من مسؤولياتها في تطبيق قرارات الأمم المتحدة. ويضيف المتحدث، أنه كذالك بالنسبة للصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا، التي يخضع شعبها للقهر والقمع وتنهب ثرواتها دون أي رادع أو حسيب، والجزائر كانت وستبقى دائما ملتزمة بالدفاع عن حق الشعب الصحراوي المكافح في سبيل تقرير المصير والاستقلال كباقي الشعوب. وبهذا الشأن، نثمن قرار ة محكمة العدل الأوروبية الذي أكد بوضوح عدم شرعية كل الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المملكة المغربية كدولة احتلال، باعتبارها انتهاكا لحقوق الشعب الصحراوي غير القابلة للتصرف على ثرواته الطبيعية. وأثنى أحسن هاني، مساندة فنزويلا قيادة وشعباً للقضيتين الفلسطينية والصحراوية، مؤكدًا أنه ليس بغريب على أرض فنزويلا خاصة وأمريكا اللاتينية عامة التي تعتبر مهد الثوار على غرار سيمون بوليفار المحرر وتشافاز وغيرهم ممن لعبوا دورا محوريا في إنهاء السيطرة الاستعمارية وتأسيس الجمهوريات المستقلة. كما أكد النائب هاني أحسن، أن لعل هذه المواقف المشرفة وما يجمع بيننا من تاريخ نضالي عريق كانت الدافع الذي حفزنا على السعي للتواصل الدائم مع أمريكا اللاتينية وانضمام المجلس الشعبي الوطني مؤخرا كعضو ملاحظ لبرلمان عموم أمريكا اللاتينية والكاريبي، والسعي مستقبلا إلى توسيع انتشاره في هذا الفضاء اللاتيني أمريكي الذي نتقاسم معه نفس المبادئ والقيم، بحيث سيسمح لنا ذلك أن نكون همزة وصل بين فضائين هامين هما: الفضاء الإفريقي-الأمريكي لاتيني، والفضاء العربي-الأمريكي لاتيني، بكل ما يجمع بيننا من تاريخ وواقع وأهداف سامية مشتركة يسعى الجميع لبلوغها. وفي سياق متصل، أشاد هاني أحسن بالمواقف المشرفة المساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة للعديد من برلمانات العالم، وأدعو البرلمانات الأخرى إلى أن تحذو حذوها إنصافا للحق والعدالة، لأن الدور الذي يمكن للبرلمانات أن تلعبه في تعزيز السلم والتضامن الدولي دور هام وفعال ومن واجبنا اليوم العمل على حشد الدعم اللازم لوقف آلة القتل والتنكيل الصهيونية وحملها على الامتثال للقانون الدولي، والعمل على مساندة الحركات التحررية في العالم. كما أكد، على استعداد المجلس الشعبي الوطني الجزائري التام، للتعاون والتنسيق والتشاور في إطار هذا المنتدى البرلماني وفي ظل الأهداف السامية التي أنشئ لها للارتقاء بهذه الفضاء البرلماني ليرقى إلى المستوى الذي نطمح إليه.
إيمان عبروس



