أحداث في شهر شعبان

أحداث في شهر شعبان

إن شهر شعبان شهر حافل بالأحداث الشرعية والوقائع التاريخية الإسلامية. فشهر شعبان من السنة الثانية للهجرة كان زمنَ تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة. قال تعالى: ” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ” البقرة: 144. وفي شهر شعبان من السنة نفسها فرض الله تعالى القتال على المسلمين بعد أن كانوا مأمورين بالصبر على أذى المشركين، وذلك بعد وقعة سرية عبد الله بن جحش، وأنزل الله في ذلك قوله تعالى ” وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ” البقرة: 190 – 193.

وفي شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة كانت غزوة بدر الآخرة أمام مشركي قريش، لكن الله قذف في قلوب المشركين الرعب فرجعوا على أعقابهم خائبين ولم يحدث قتال. ” وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا “. وفي شهر شعبان من السنة الخامسة أو السادسة للهجرة وقعت غزوة المريسيع أو بني المصطلق فنصر الله المسلمين على المشركين، وكان من جملة خيرها تزوج رسول الله بأم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها بعد أن أعتقها حينما كانت في السبي. وفي شعبان من السنة العاشرة للهجرة قدم وفد خولان من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا عشرة، وجرى بينهم وبين رسول الله حديث، ومن ذلك أنه كان لهم ببلادهم صنم يعبدونه فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدمه إذا رجعوا ففعلوا. وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة وقعت معركة الجسر بين المسلمين والفرس، وكانت معركة مؤلمة دامية، لكن الله انتصر للمسلمين فيما تلاها من معارك ضد الفرس حتى غدت الإمبراطورية الفارسية أثرًا بعد عين.