أحداث غزة.. مواقف وعبر

أحداث غزة.. مواقف وعبر

إن في أحداث غزة الأخيرة ابتلاءً عظيمًا، انطوى على دروس للأمة ومواقفَ وعِبَرٍ، وآمال وآلام، وإن علينا جميعا ألَّا نرتجل مواقفنا في مثل هذه الأحداث والنوازل ابتداء، وألَّا ننساق وراء العواطف الجارفة، والآراء السائدة، والتحليلات المتناقضة، بل لا بد أن تنطلق مواقفنا من أدلة الشريعة، ونرجع إلى العلماء الراسخين كما قال تعالى ” وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ” النساء: 83. إن التعاطف والتعاون والنصرة للمسلمين من الإيمان الواجب؛ ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، مرفوعًا: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُدُّ بعضه بعضًا”، وقد مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالجسد الواحد في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كما في الصحيحين النعمان بن بشير رضي الله عنهما، فالأمة لُحمة واحدة في مواجهة المخاطر والأعداء، وإن من أعظم حقوق المسلم على المسلم الدعاء له، في الصلوات وغيرها من مواطن الدعاء، فتدعو لإخوانك أن يحفظهم ويثبتهم وينصرهم، ويجمعهم على الحق، وأن يُهلِكَ عدوهم، فإذا لم نَدْعُ لإخواننا فأي جسد مريض مقطَّع أصبحنا؟ فأقل حقهم علينا الدعاء لهم وعلى عدوهم، وإنه لَوهن عظيم أن نضَنَّ ونبخل على إخواننا حتى بالدعاء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، قلوبهم واحدة، موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة، وأدعيتهم الصالحة، هي العسكر الذي لا يُغلَب، والجند الذي لا يُخذَل”. فتستطيع أيها المسلم أن تقدِّم من مكانك وبيتك ومُصلَّاك الدعاء لإخوانك، متحرِّيًا مواطن الإجابة، ولا تظنُّنَّ أن ذلك غير نافع لهم، كلا، فكم من سوء دُفع عنهم بتلك الدعوات وكم من مخططات أفشلت بتلك التضرعات! وكم من معاناة خففت ورُفعت بتلك الابتهالات! وفي الحديث الصحيح “إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم” أخرجه النسائي. ومن أعظم ما تقوم به أن توضح لأسرتك وأولادك ومجتمعك مفهومَ الولاء والنصرة، لكل مسلم موحِّدٍ مُتَّبِعٍ مُحِبٍّ للنبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وأزواجه. فلا بد أن تترسَّخ حقيقة اليهود في أذهاننا، فهذه الأحداث تنعَش تلك الحقائقَ بعد أن غُيِّبت عنا، فاليهود هم اليهود، مجرمون متغطرسون، اجتمعت فيهم أرذل الصفات وأخَسُّ الأخلاق: الكفر، والكِبْرُ، والوحشية، والعنصرية، والجبن، والخيانة، والخداع، والظلم، وهم شر خلق الله تبارك وتعالى؛ قال تعالى ” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ” المائدة: 60.

 

من موقع الالوكة الإسلامي