أحداث ساقية سيدي يوسف مدّت جسر الأخوة بين الشعبين… سعيد مقدم: “تصريحات الخارجية المغربية تكشف عدم حضورها لاجتماع الدول المغاربية”

أحداث ساقية سيدي يوسف مدّت جسر الأخوة بين الشعبين… سعيد مقدم: “تصريحات الخارجية المغربية تكشف عدم حضورها لاجتماع الدول المغاربية”

الجزائر- كشف الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي، سعيد مقدم، أن التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية المغربي، تتجه نحو عدم حضور المملكة لاجتماع  الاتحاد المغاربي،  قبل تفعيل الآليات  لمعالجة المشاكل العالقة بين البلدين، بالمقابل تصر الجزائر على ضرورة تعاون البلدين بالدرجة الأولى.

أوضح الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي،الأربعاء، خلال الندوة التي عقدت بمنتدى المجاهد، بمناسبة ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، التي وقعت على الحدود التونسية الجزائرية في 8 فيفري 1958، وسقط فيها 72 شهيدا في صفوف الشعبين، منهم 20 طفلا  و11إمرأة و أكثر من 120جريح، حيث استعمل العدو أضخم الأسلحة المتطورة لقنبلة المرافق العمومية وبعض السكنات للجزائريين بالمنطقة مما اضطرهم لمغادرة المكان خوفا على حياتهم، مشيرا أن ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، تتزامن  مع إحياء الذكرى 30 لقيام اتحاد المغرب العربي، الذي مازال حلم إنشائه يراود أبناء المنطقة، باعتبار مستقبلا مرهونا بالتعاون والتآزر في السراء  والضراء،  معتبرا أن “هذا الحدث رسالة واضحة على جسر الأخوة بين الشعبين، كما جسد روح  التضحية  بالنفس والنفيس، وقد مهد لاعتداء أول على الساقية  في 1أكتوبر 1957ووصولا إلى المجزرة  في 8 فيفري 1958 الذي أسفر عن مقتل 12 جنديا فرنسيا”،  ويضيف “الواقعة انعكست سلبا على فرنسا وأدت إلى سقوط الجمهورية الرابعة، وتأسيس الجمهورية الجزائرية ومن ثم استقلال بلادنا في 1962”. وأضاف سعيد مقدم، أن “هذا التاريخ كان حافزا لدى ساسة الدول المغاربية،  لعقد لقاء طنجة بالمغرب سنة 1958، الذي يعد محطة لرص الصرح المغاربي، ومازالنا لحد اللحظة نعمل على تجسيد  هذا الحلم”.

وكشف المتحدث ذاته، أن التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية المغربي،  تشير إلى عدم حضور المغرب لاجتماع الاتحاد المغاربي، قبل تفعيل الآليات  لمعالجة المشاكل العالقة بين البلدين، بالمقابل تصر الجزائر على ضرورة تعاون البلدين بالدرجة الأولى، موضحا في الأخير، أن تكتل  الدول المغاربية يعد الأضعف بالمنطقة، حيث دعا الالإتحاد الإفريقي في اجتماعه الأخير إلى ضرورة التكتل لتحقيق التنمية ومواجهة التكتلات الأخرى، كما أنه في سبتمبر الماضي كانت كل بيانات الجمعية العامة للأمم المتحدة،  تنادي بتفعيل عمل متعدد الأطراف في الدول المغاربية.

من جهته أكد  رئيس مجلس الشورى لاتحاد  المغرب العربي، عبد اليمين بوداود، أن ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، التي وقعت في 8 فيفري 1958 تعبر عن مدى تلاحم  الشعبين التونسي والجزائري،  وفرنسا التي تدعي الديمقراطية عملت ما بوسعها لوأد الشعب الجزائري، الذي لا ذنب له سوى أنه طالب بحريته، والأحداث بمثابة انتقام لتحركات  جيش التحرير الذي كان يجلب الأسلحة والمساعدات من مختلف الدول. كما أضاف، أن هذه الذكرى “تذكرنا بمسؤوليتنا التاريخية  في بناء مغرب عربي موحد، بالرغم من مرور أعوام على بناء الاتحاد المغاربي الذي يظل الخيار الاستراتيجي”.

نادية حدار