أثنى على موقف سعيد بوتفليقة…رشيد بوجدرة يفتح النار في جميع الاتجاهات

elmaouid

 اثنى الروائي والاديب رشيد بوجدرة، على سعيد بوتفليقة في إشارة إلى وقوفه الى جانبه في قضية  الكاميرا الخفية التي اثارت جدلا كبيرا شهر رمضان الماضي، لافتا الى ان ما قام به مستشار رئيس الجمهورية هو

موقف يعبر عن مساندة ودعم الدولة له في سابقة تعتبر الاولى منذ بداية مشواره الادبي الطويل على مدار 52 سنة كاملة.

بالمقابل قال بوجدرة في حوار مطول مع  موقع ” كل شيئ عن الجزائر” عربي، بأنه رفض تكريم رئيس الجمهورية بوسام العشير شهر جويلية الفارط بسبب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، موضحا بأن الدعوة وجهت إليه عن طريق ميهوبي الذي رفض الوقوف إلى جانبه في قضية “النهار” وهو ما جعله يرفض التكريم الذي أتاه عن طريق ميهوبي. ويكشف بوجدرة عن جديد قضيته مع قناة النهار التي قال بأنها امام العدالة وبأنه أسس من أجلها 13 محاميا كلهم متطوعون.

وتكلم بوجدرة بمرارة عن واقع الادب في الجزائر قائلا :” منظومة النشر في الجزائر لا تضمن لك العيش، فأنا أعيش على مداخيل ما أكتب، عدت للكتابة بالفرنسية لأضمن دخلا محترما وتوزيعا مهما لأعمالي.عملت مع دور نشر جزائرية أكلت حقوقي واضطررت لأكثر من مرة لمقاضاتها. ولكنها ليست أحسن حالا من دور أخرى فالناشر الجزائري زيادة على أنه غير مثقف ولا يقرأ فهو أيضا يتعامل بمنطق صاحب الفضل عليك في النشر كل هذه الظروف جعلتني أقرر التوقف عن الكتابة بالعربية وعدت للكتابة بالفرنسية.

وشدد بوجدرة على أنه رغم كل العراقيل والعقبات التي صادفت طريقه إلا أنه أصر  على الاستمرار في الكتابة بالعربية وقدم  12 رواية باللغة العربية، لافتا إلى أنه حورب  محاربة شرسة من طرف  الراحل  الطاهر وطار، الذي كان صديقه ورفيقه لأنهما كانا في خلية واحدة في الحزب الإشتراكي على حد زعمه.

و قال موضحا:”وأصبح وطار  يقول بأن بوجردة لا يكتب بالعربية وإنما يكتبون له. ولكن كان هناك أكاديميون معربون على غرار  واسيني الأعرج وأمين الزاوي و جيلالي خلاص الذين كانوا مشايخ العربية وأقاموا القائمة وأصبحوا يحاربون وطار ويهاجمونه بشراسة. كما حاربني أيضا الفرنكوفونيون في الجامعة، على غرار السيدة  حدة ودليلة مرسلي وآخرين هاجموني لأنني كتبت بالفرنسية. وفي فرنسا أصبح هناك تيار ضدي في الصالونات والصحافة، وقل وجودي كثيرا في الصحافة الفرنسية ولكن دار النشر ساندتني”.

وعن موقفه من الذين يكتبون اليوم بالفرنسية رد بوجدرة قائلا :”أمين الزاوي كتب بالفرنسية المليئة بالأخطاء، ولغته ضعيفة جدا وبوعلام صنصال حاقد على الجزائر بشكل رهيب. حتى أنه أصبح يقذف الثورة ويقول إن كل ضباط الجيش الجزائري من النازيين وهذا خطير.  كمال داود  أيضا في رواية  “ألبير كامو” يكتب رواية عنه ويبرر فيها موقف كامو الذي كان ضد استقلال الجزائر. من أجل كل هذا أحضّر لنشر كتاب جديد عن طريق دار نشر “فرانس فانون” في تيزي وزو، وهو كتاب نقدي ضد تلك الأسماء الأدبية التي تسيء للجزائر. وهو مكتوب بالفرنسية لأن المقروئية اليوم في الجزائر فرنسية فأغلب الجزائريين المعربين لا يقرأون.

وجاءتني الفكرة منذ استفزازات بنت الباشاغا بن غانا، التي أفاضت الكأس فقررت فضح هؤلاء الذين يزورون التاريخ والكتاب يتحدث عن  صنصال وكمال داود وسليم باشا.

وتحدث الروائي الكبير عن ” الحرب” المعلنة بين المعربين والمدافعين عن الفرنسية، حيث قال :”كان هناك نوع من الحرب بين المعربين والفرنكفونيين، واليوم المعرب أصبح يكتب بالفرنسية وهو لا يعرفها والمثال أمين الزاوي وواسيني الأعرج. مشكلتنا مع اللغة طبيعي فنحن كزناتة من بداية تاريخنا مستعمرون، مررنا بحقبة استعمارية كبيرة ضربتنا في الصميم خاصة الفترة الفرنسية.  تاريخنا شرس وصعب جدا. والفرنسيون قتلوا اللغة العربية واليوم نحن ننطلق من جديد. خمسون سنة غير كافية لاسترجاع اللغة وغير كافية أيضا لتكوين دولة جديدة وسلطة جديدة وعقلية جديدة. وأولاد فرنسا لن ينجحوا في مخططاتهم رغم أن اللغة الفرنسية مسيطرة في الشارع الجزائري اليوم.

 

وبشأن موقفه من الاسلاميين الذين كان أشد المحاربين لهم رد بوجدرة :” ليس مع الإسلاميين بل مع اشخاص نزهاء ومثقفين، من بينها  أبو جرة سلطاني  الذي إلتقيته في برنامج  تلفزيوني وأصبح صديقي لأنه قارئ  جيد ويتحدث عن نصوصي بإعجاب، وهو يتحدث في أمور كثيرة نتفق معا فيها وفعلا أصبحنا أصدقاء يأتي لبيتي وأزوره في بيته ونتناقش في أمور كثيرة. أنا مشكلتي ليست مع الإسلام بل مع المنافقين، شخصيا أعتبر “القرآن الكريم” أرقى كتاب سماوي  وشخصيا أقرأه مرتين في السنة على الأقل.

وعاد رشيد بوجدرة ليتحدث عن قضية ” الكاميرا الخفية ليؤكد :”هو فخ وقعت فيه، بعدما جاءني صحفيان قالا بأنهما يعدان برنامج بعنوان “النادي الأدبي” وافقت حينها وكنت أظن أنني سأسجل الحصة في مقر القناة لأجد نفسي في فندق معزول. أمام ممارسة لا يمكن وصفها إلا بالإرهابية. القضية اليوم أمام العدالة وأسست في حقهم 13 محاميا تطوعوا من اجل الدفاع عني في مقدمتهم المحاميان  مولود إبراهيمي  وخالد بورايو اللذان إتصلا بي ليلة الوقفة التي نظمتها امام سلطة الضبط، وفعلا الملف أمام العدالة اليوم. كما أنني أشير أني رفضت إعتذار أنيس رحماني الذي سحبه فيما بعد.

وأوضح بوجدرة بأنه أظهر  مستوى الإنفتاح الشعبي الكبير، حيث أصبح الجزائري  يعرف كيف يحترم المعتقد، وهذا أصبح واضحا لديه منذ قضيته مع قناة الشروق في برنامج “المحاكمة”، حيث  لم يتعرض وقتها لأي اعتداء أو تهجم من في الشارع رغم أنه اعترف بإلحاده، وقال في  السياق نفسه :”الكل اليوم يحترمني ويحييني ويشد على يدي في الشارع . وبكل تواضع انا اليوم “أيقونة” إيجابية في الجزائر لأنني قدمت أمورا إيجابية للشعب تفيد في تنمية المجتمع وتطوره. وأقولها بصراحة أنا لم أندم على أي شيء قدّمته خلال مسيرتي الإبداعية، فأنا أردت أن أبدع على مستوى عال، منذ بدأت الكتابة قلت لوالدي وأنا في سن 12 :”ساكون كاتب ياسين أو لن أكون، فكاتب ياسين كان أيقونتي وإلى اليوم هو بالنسبة لي القامة الوحيدة التي لا يمكن زعزعتها في الجزائر.