أثار الامام محمد البشير الإبراهيمي.. رسالة الإبراهيمي

أثار الامام محمد البشير الإبراهيمي.. رسالة الإبراهيمي

إذا أردت أن تختصر رسالة الإبراهيمي في كلمات، فهذه الكلمات هي: الإسلام والعروبة والجزائر.

– الإسلام: انطلاقا من أن الإسلام الصحيح هو عماد مشروعه النهضوي، فقد كرس الإبراهيمي حياته لغرسه في نفوس الأطفال “عبر المدارس”، وتقويته في قلوب الشباب “عبر النوادي”، حتى تصبح الأمة متماسكة البناء، متضامنة الأعضاء، وتستطيع هكذا الخروج من الانحطاط الضارب، وإخراج المحتل الغاصب، فـ “الإسلام هو دين التحرير، وهو النبأ الذي كان أصحاب الأرواح الصافية يترقبونه، وهو الأمنية التي كانت تملأ نفوس الأصفياء المصطفين الأخيار من عباد الله ثم ماتوا قبل أن تتحقق. والتحرير الذي جاء به الإسلام شامل لكل ما تقوم به الحياة وتصلح عليه المعاني والأشخاص، والدين الإسلامي لا يفهم التحرير بالمعنى الضيق؛ وإنما يفهمه على أنه إطلاق من كل تقييد، أو تعديل لوضع منحرف.

– العروبة: يركز الإمام في كتاباته ومحاضراته كثيرا على العروبة واللغة العربية، وذلك لعدة أسباب منها: أن العرب من أعرق الأمم في التاريخ، وأنهم من أكثرها محافظة على الفطرة الإنسانية، يشيع ذلك في أمثالهم، وأخلاقهم، وآدابهم، ولأن الله كرمهم باختيار آخر أنبيائه وخاتم رسله منهم، ولأن فرنسا عملت طيلة وجودها بالجزائر على تحقير العروبة وتقليل شأنها في أعين الجزائريين لسلخهم منها وإبعادهم عنها، يقول الإمام الإبراهيمي: “إن العروبة جذم بشري من أرسخها عرقا، وأطيبها عذقا، عرفت التاريخ باديا وحاضرا، وعرف فيه الحكمة والنبوة، وعرفته الفطرة لأول عهودها فتبنته صغيرا وحالفته كبيرا … وإن العربية هي لسان العروبة، الناطق بأمجادها.

– الجزائر: يؤمن الإبراهيمي أن أوطان الإسلام كلها وطن المسلم، ولكنه لا ينكر الفطرة ولا يعاكسها في حنينها إلى مسقط الرأس وشوقها إلى مرابع الصبا والشباب، لذلك كانت الجزائر شغل خواطره، ونجوى سرائره، لأنها حازت الحُسْنَ كله فكانت  “جَمْعًا”  وكان غيرها  ” مفردات”، فلا عجب -إذًا- أن يلقى الأذى في سبيلها لذيذًا، والعذاب عَذْبًا، والنّصب راحة، والحياة لها سعادة، والموت من أجلها شهادة رغم أنه لم يملك من أرضها شبرًا، وقد لا يحوز في ثراها قبرًا”.

 

من كتاب -أثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي-