أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، أمس، حوارا مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، عشية انعقاد القمة العربية بالجزائر المقرر إنطلاق أشغالها اليوم.
وأكد أبو الغيط على أهمية القمة العربية بالجزائر في لم الشمل العربي ومواجهة التحديات والضغوط والتهديدات التي تواجه العرب وتقتضي إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية والبحث عن القواسم المشتركة إزاء مختلف القضايا في المنطقة، مشددا على أن القمة ستعطي دفعة مهمة للموقف الفلسطيني وتتخذ قراراتٍ لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم.
وقال أبو الغيط أن القمة يتضمن جدول أعمالها كافة القضايا السياسية التقليدية التي يحتاج الجانب العربي إلى استصدار قرارات تحدد المواقف العربية الجماعية بشأنها، وفي مقدمتها ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتعزيز الصمود الفلسطيني، وأيضا القضايا المتعلقة بالأزمات العربية في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال، وكذلك دعم لبنان، و هناك أيضا القضايا المتعلقة بالتصدي للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن قضايا ذات أولوية خاصة في المرحلة الحالية مثل إقرار الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي لمواجهة الأزمة العالمية متعددة الأبعاد.
وحول ما يعنيه “لم الشمل العربي” الذي اتخذته القمة العربية بالجزائر شعارا وهدفا لها في ظل التحديات التي تحيط بالأمة، قال أبو الغيط أن “لم الشمل هو هدف كل قمة عربية، والجزائر أيضا كدولة مضيفة لديها أيضا هذا الهدف، ولدي اقتناع بأن المرحلة الحالية ، بكل ما تنطوي عليه من ضغوط وتهديدات تواجهنا جميعا، تقتضي في الأساس إزالة كافة أسباب التوتر في العلاقات بين الدول العربية، والبحث عن القواسم المشتركة، أو بمعنى أصح القاسم المشترك الأدنى بين المواقف العربية إزاء مختلف القضايا ، فالتوافق هدف غال يتعين العمل من أجله بكل السبل”.
وعن أهمية اجتماع القادة العرب في هذا التوقيت ، قال أبو الغيط “إن القمة العربية هي الآلية الأهم في منظومة العمل العربي المشترك، فهي التي تضع الاستراتيجية العامة وتصوغ الرؤية الكُلية، بحيث يتحرك العمل العربي بفاعلية في كافة مساراته المعروفة، ولهذا فإن الحرص على دورية انعقاد القمة يعد عنصرا جوهريا في عمل الجامعة العربية”.
وأضاف أبو الغيط أنه قام بزيارة الجزائر أكثر من مرة بهدف التحضير للقمة، كما قامت وفود من الأمانة العامة للجامعة العربية بزيارات للجزائر للوقوف على كافة التفاصيل والترتيبات المتعلقة بالقمة والتنسيق مع الجهات الجزائرية المختلفة في هذا الخصوص.
وحول كيفية تعامل القمة العربية مع الأزمات في كل من ليبيا واليمن وسوريا والأزمة الاقتصادية الطاحنة، أكد أبو الغيط أن أهمية القمة العربية تكمن في أنها تضع القرارات التي تعبر عن محددات الموقف العربي الجماعي من هذه الأزمات ، معربا عن قناعته بأن القرارات العربية تقدم سقفا عاليا يسمح بالتدخل لمعالجة هذه الأزمات التي تمثل خصما من رصيد القوة العربية الإجمالية.