–أبناء الفنانين..  لماذا ينجح بعضهم ويفشل آخرون في فرض الوجود الفني؟

elmaouid

 يظهر في كل مرة ومنذ زمن طويل على الساحة الفنية أبناء لفنانين كبار من مجالات فنية متعددة، منهم من استطاع أن يحقق النجاح ومنهم من فشل أو لم يكن له النجاح المرغوب مثل ما كان يحلم به. في هذا الموضوع نتحدث مع أبناء لفنانين كبار منهم من حقق الشهرة ومنهم من لم يصل إلى ذلك.

 

محمد بن شنات… شهرة رغم الانتقادات

رغم أنه تعرض لانتقادات كثيرة من طرف عدة جهات بسبب نوعية الأغاني التي يؤديها، حيث خالف تلك التي كان يؤديها والده الفنان هواري بن شنات، لكنه استطاع أن ينجح ويحقق شهرة كبيرة خاصة لدى الشباب. وفي هذا السياق قال محمد بن شنات: “الزمن الذي نعيشه حاليا يختلف عن الزمن السابق الذي عاش فيه والدي، وأيضا الظروف ونمط المعيشة وحتى الكلام المتداول بين شباب اليوم يختلف عن السابق. ومن غير المعقول أن أوظف كلمات “زمان” في أغنياتي، ثم لا أجد من يسمعها. ودائما أقول إن كلامي منقول من الواقع المعيش للمجتمع الجزائري خاصة الشباب، ولا تهمني الانتقادات الموجهة لي لأنها تأتيني من أناس لم يستمعوا إليها أو هم ليسوا من الجيل الحالي. ووالدي دائما يقف إلى جانبي ويشجعني على المواصلة ولم يتبرأ مني كما أشيع عني في بعض الصحف الوطنية”.

 

تبريرات عبد الحكيم العنقيس

من جهته، لم يقدر حكيم العنقيس، نجل الفقيد الفنان القدير بوجمعة العنقيس، على فرض وجوده في الساحة الفنية بالصورة التي حققها والده الراحل. وأرجع حكيم العنقيس ذلك إلى أن الجيل الذي عاش معه والده رحمه الله يختلف عن الجيل الحالي، وقال موضحا: “الجيل السابق كان يعطي قيمة كبيرة للفن الجاد والأصيل ويشجع الأغنية الهادفة عكس الزمن الحالي، فالنجاح يكون حليف الأغاني الهابطة التي يؤديها الدخلاء على الفن. ولم أرغب في تغيير نمطي الغنائي مقابل تحقيق الشهرة ولم أستثمر يوما في نجاحات والدي، وإن أعدت أغانيه فليس من باب الوصول إلى ما حققه من شهرة. فأنا لا أريد أن أكون نسخة طبق الأصل لوالدي، بل أرغب في فرض وجودي بنوعي الغنائي المتميز”.

 

كمال الحراشي.. شهرة لم تدم طويلا

برز في بداية مسيرته الفنية بأغانيه الشعبية التي حاول من خلالها أن يواصل مشوار والده الفنان الراحل دحمان الحراشي، فأعاد عدة أغنيات من أشهر ما غنى والده الراحل. إنه الفنان كمال الحراشي الذي لم تدم شهرته طويلا وبسرعة البرق انقطعت أخباره وجديده عن الجمهور. وكان في كل مرة يعد جمهوره بالعودة إلى ممارسة نشاطه الفني لكن هذا لم يحدث. وأكيد أن الجمهور يرغب في سماع أغاني الراحل دحمان الحراشي بصوته وليس بصوت فنان آخر حتى لوكان ابنه.

 

مروان ڤروابي.. تألق مستمر

رغم أن والده الفنان الراحل الهاشمي ڤروابي رفض دخول نجله مروان الفن من باب خوفه عليه من الصعوبات الموجودة في هذا الميدان، لكن مروان تمسك برغبته في دخول عالم الفن واختار مجال التمثيل عكس والده وشقيقه مصطفى الذي مال إلى الغناء الشعبي مثل الوالد. وأكد مروان قروابي أن إيمانه بقدراته الإبداعية وموهبته الفنية دفعه إلى عدم الانشغال بمطلب والده الراحل الهاشمي ڤروابي. ولم يكن مروان يرغب في مجال الفن كونه ابن العملاق الهاشمي ڤروابي ولا استغل اسم والده لتحقيق الشهرة في الوسط الفني، حيث قال: “أظنني نجحت بفضل موهبتي وبصمتي التي تركتها في كل أعمالي الفنية وليس لكوني ابن الفنان الكبير الهاشمي ڤروابي”.

 

عبدو درياسة.. لم يصل إلى المبتغى

لا يختلف اثنان في أن عبدو درياسة يمتلك صوتا قويا مكنه من أداء عدة طبوع غنائية جزائرية وعربية، إلا أنه لم يقدر على إنجاز أعمال فنية كثيرة ويصل إلى ما وصل إليه والده الفنان القدير رابح درياسة، الذي لا زالت أغانيه محبوبة لدى الجمهور حتى الآن ولا يمل من سماعها لأنها تحمل رسائل قيمة. وفي كل مرة يتحجج عبدو درياسة بأنه لا يحبذ إنجاز أغاني كثيرة بل يفضل الأعمال القليلة التي تبقى خالدة مع الوقت مثل ما حدث مع والده الفنان رابح درياسة. لكن عبدو لم يقدر على فرض وجوده بأغانيه مثل والده، الذي لا زال الجمهور يتذكر أغانيه رغم أنه لم ينجز الجديد منذ مدة تجاوزت الـ 15 سنة، لكنه في المقابل لا يتذكر الجمهور أغنية أداها عبدو درياسة.

إلى جانب هذه الأسماء الفنية، هناك العديد من الفنانين الذين ولجوا مجال الفن استمرارا لمسيرة أوليائهم ومنهم كريمة الصغيرة ابنة الممثلة فليفلة، وإبراهيم إربان ابن الممثلة والمخرجة فاطمة بلحاج، وشرين عبابسة ابنة الموسيقار صالح عبابسة وحفيدة العملاق عبد الحميد عبابسة رحمه الله.