أبناء الزوج حولوا حياتهن إلى جحيم …فتيات يربطن مصيرهن بشيوخ فيحصدن المآسي والجراح

elmaouid

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة الزواج صغيرات السن بالشيوخ لأسباب وظروف مختلفة، إلا أن عواقب مثل هذا التهور وخيمة، فبالإضافة إلى أن الفتاة تفقد في مثل هذه الزيجات أحلامها، تجد نفسها بعد سنوات قليلة من زواجها تغرق في مشاكل لا حصر لها بعد وفاة الزوج.

لا أحد منا لم يسمع أن فتاة في العشرينات تزوجت مع رجل تجاوز الستين وأحيانا السبعين، الجميع يعتقد في البداية أنها قامت بخطف الرجل من عائلته للاستحواذ على راتبه إلا أن وراء ذلك قصصا محزنة عاشتها الفتيات في أسرهن وتعقدت أكثر بعد وفاة أزواجهن.

 

سليمة تطرد إلى الشارع هي وطفلاها

سليمة لم يكتب لها الارتباط من رجل أحلامها، وكانت ترفض كل عريس يتقدم لها، وبعد أن تجاوزها قطار الزواج، أنقذت نفسها من العنوسة بالزواج من رجل في الثمانينات فيما كانت هي في التاسعة والثلاثين من العمر، كان له مسكن وأولاده كلهم متزوجون، أنجبت منه مراد، وفي العام الموالي حملت بنسرين وقبل ولادة هذه الأخيرة مات الزوج بعد أن بقي طريح الفراش لعدة أشهر، وبعد نهاية العدة وجدت أبناءه لها بالمرصاد ، حيث لم يكتب لابنتها حتى الولادة في منزل والدها، حيث بدأت المشاكل تزداد يوما بعد آخر إلى أن أوصلتها إلى الشارع ، حيث تتخذ من إحدى الأحياء الشعبية بالعاصمة مأوى لها ولابنيها، دموع سليمة لا تتوقف، تقول إنها تمنت لو بقيت طول حياتها دون زواج، لكان وضعها أحسن لأنها عندما تنظر لولديها تشعر بالحزن وتفكر في مستقبلهما الضائع، تقول إنها حاولت كثيرا مع السلطات لمنحها سكنا، تأوي فيه أبنائها دون جدوى، في الوقت الذي لم تجد من يساندها لاسترداد حقوقها من عائلة زوجها.

 

أوهمها براتب كبير لتجد نفسها تعوله هو وأبناءه

عرفتها به قريبتها فوافقت لأنها كانت تواجه حياة مأساوية في بيت والدها؛ فبعد أن توفي الوالد أصبحت شتائم إخوتها لا تنقطع، ووصل الأمر إلى حد ضربها أكثر من مرة وإرغامها على البقاء بالبيت رغم توسلها لهم أن يتركوها تعمل مثلما كانت عليه قبل وفاة والدها، هي حكاية سعدية، التي تزوجت منذ سنتين بعمار 75 سنة، اكتشفت بعد شهر واحد أنه لايملك معاشا وأنه كان يعيش على صدقات المحسنين، وأوهمها أبناؤه من قبل بالعكس، فلم تجد نفسها إلا وهي في سوق العمل مرغمة لتأمين لقمة العيش وزادها الأمر سوءا بعد أن رزقت بطفلها منير ، حيث أصبحت تجد صعوبة في التوفيق بين الأمرين، ليزيد الأمر تعقيدا بعد أن أصيب زوجها بشلل نتيجة صدمة عصبية، توفي بعدها وتركها تغرق في أحزانها، وهي تواجه اليوم مشاكل مع أبنائه الذين يحاولون إخراجها من المنزل.