رحل عدد كبير من الفنانين أثناء تصوير أعمالهم أو أثناء عروض مسرحية يقدمونها للجمهور وماتوا في أماكن لم يتوقعوا مطلقا أن تكون نهايتهم فيها ومنهم من مثّل مشهد وفاته قبل وفاته بدقائق.
البداية بالراحل محمود المليجي الذي رحل أثناء تصويره أحد المشاهد والصدفة تجعله يجسد مشهد الموت للشخصية التي يؤديها فيموت في التصوير.
الفنان القدير صلاح ذو الفقار وافته المنية، أثناء تصوير مشهده قبل الأخير في فيلم “الإرهابي” مع الفنان عادل إمام، في 22 ديسمبر 1993، إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز الـ67 عامًا، ولهذا ظهر جميع أفراد الأسرة في المشهد الختامي للفيلم ولم يظهر الفنان صلاح ذو الفقار.
كما توفي الفنان الراحل إبراهيم عبد الرازق في 29 جانفي 1987 على خشبة المسرح وهو يؤدي دوره الأخير في مسرحية “كعبلون” أمام الممثل سعيد صالح، وكانت صدمة لكل الحاضرين وللفنانين بوجه عام، خاصة أنه كان يعتبر في هذا الوقت من أكثر الممثلين احترامًا ومقامًا.
كما رحل الفنان غريب محمود عام 2006 خلال بروفات مسرحية “حمام مغربي” فقد سقط مرتين، في المرة الأولى نفض عنه الموت للحظات وأكمل التدريبات، لكن الموت أبى أن يرحل فأسقطه في المرة الثانية جثة هامدة، كما رحل الفنان السعودي طلال مداح أمام جمهوره على المسرح فبعد تأديته وصلته الغنائية مطرباً الحضور بأغنية “مقادير” الشهيرة وكان يجلس على كرسي فجأة سقط، وتوقف قلبه ورحل وهو في محراب الفن .
أيضا الفنان الكبير مصطفى متولي، كان يؤدي دوره في مسرحية “بودي غارد”، آخر أعمال الزعيم عادل إمام المسرحية، ووقع متولي على خشبة المسرح إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت لوفاته في عام 2000، وفاة متولي لم تُوقف العرض، وظهر إمام على المسرح واستبدل متولي بالفنان محمد أبو داوود. وفي أول مشاهد أبو داوود أمام الفنانة رغدة، انهارت بالبكاء وسقطت على الأرض فجأة، ليتم غلق الستار بشكل مؤقت، ويصرخ الفنان عادل إمام بعد انتهاء العرض “متولي.. يا متولي”.
كما توفى الفنان الراحل عبد الله غيث، أثناء تصوير مسلسل “ذئاب الجبل” عن عمر ناهز 63 عاما، ليتم تغيير أحداث المسلسل لكي تتناسب مع غيابه عن العمل، بعد ما لم يجد فريق العمل بديلا له لاستكمال الدور، وكان قد رحل من قبله وهو يؤدي نفس الدور الفنان الكبير الراحل صلاح قابيل.
أيضا رحل في يوم 27 من شهر جويلية من عام 1980 النجم رشدي أباظة أثناء تصوير فيلم “الأقوياء” الذي شاركه بطولته عزت العلايلي ومحمود ياسين ونجلاء فتحي ولم يكن في كامل لياقته، فقد كان المرض أقوى منه ولم يتمكن أباظة من استكمال مشاهد الفيلم الذي كاد أن يقترب من نهايته، ليرحل الفنان رشدي أباظة عن عمر ناهز 54 عاما بعد رحلة فنية أثرى فيها الفن المصري والعربي بأشهر وأهم الأعمال الفنية.
الأمر الذي اضطر معه المخرج أشرف فهمي مخرج الفيلم إلى الاستعانة بفنان آخر يجسد المشاهد الباقية للفنان رشدي، حيث وقع الاختيار على الفنان صلاح نظمي وتم استخدام زوايا بعيدة حتى لا يلاحظ الجمهور وجود فرق واضح بينهما، كما وقع الاختيار على الفنان أحمد زكي ليقوم بتقليد صوت الفنان الراحل في تلك المشاهد المتبقية، إذ أن أحمد زكي كان معروفا عنه في الوسط الفني بقدرته وموهبته الفائقة على تقليد أصوات نجوم الزمن الجميل.