على مدار أكثر من 70 عامًا، برع الفنان الراحل سمير صبري في تقديم العديد من الأدوار المتقنة جيدًا سواء في ظهوره مذيعًا للبرامج في التلفزيون المصري أو عبر الإذاعة، كما زين شاشات السينما والتلفزيون بأدوار حفرت اسمه بحروف من ذهب في قلوب الجميع، إلى أن رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 86 عامًا بعد صراع قصير مع المرض.
وتعددت مهارات الفنان الراحل الفنية والإذاعية والإعلامية، فبعد مرور فقط 10 سنوات على ميلاده، بدأ انطلاقته في عالم الفن فكان أول ظهور سينمائي له أمام الفنان الراحل العندليب عبد الحليم حافظ في أغنية من فيلم «حكاية حب» والذي تم عرضه 1959، ومرت السنوات حتى بات سمير صبري واحدًا من رواد العاملين في التلفزيون المصري بأبرز برامجه “هذا المساء”.
تتخلل مسيرة الراحل سمير صبري الفنية الرائعة مجموعة من المواقف الإنسانية التي لا يُمكن لأحد أن ينساها سواء أصدقائه في الوسط الفني أو الجماهير التي عشقته منذ طلته الأولى، وفي السطور التالية نذكر بعض المواقف الإنسانية التي جمعت الفنان الذي قدم أكثر من 130 عملًا فنيًا خلال مسيرته وأصدقائه.
سمير صبري كان سببًا في عودة الفنانة سامية جمال إلى الفن مرة أخرى، عقب اعتزالها في أوائل السبعينيات، لكنها رأت أن سمير صبري أعادها للحياة مرة أخرى وليس للتمثيل والفن فقط، فكانت بينما حل عامها الستين مرت بضائقة مالية ولم تستطع أن تُجري بعض الإصلاحات اللازمة لمنزلها. وقتها كان سمير صبري يؤسس فرقة استعراضية، ويُغني في الفنادق وفي الحفلات، طلب منه مديره الألماني أن يستحدث عملًا مختلفًا، ليُخبره بمقترح أن يُقدم ما أطلق عليه «الليلة الكبيرة» كل يوم اثنين ويقدمه رفقة الفنانة المعتزلة سامية جمال، ورغم موافقة المدير الألماني الذي جلس مع سامية جمال إلا أنها كانت غير مقتنعة بعودتها للرقص في عمر الـ60، ولكن استطاع صبري أن يُقنعها بالأمر، ونجحا نجاحًا باهرًا حينها على مدار موسمين كاملين.
وجمع الراحل سمير صبري مع الفنانة سعاد حسني المزيد من المواقف الإنسانية، كان آخرها ما لم ينسه أحد من عشاق الثنائي الفني الراحل، حيث لم يستطع صبري تصديق أن السندريلا قد انتحرت في لندن، لذا حرص على تسجيل 8 حلقات متتالية من أجل التحقيق في انتحارها كما يزعم البعض أو مقتلها، واستند إلى تقرير الطب البريطاني والمصري إلى أن هناك من قتلها عن طريق الخطأ ولكنه تعمد إلقاءها من شرفة المنزل ليظهر الأمر وأنه انتحارًا.
موقف إنساني آخر في حياة الراحل سمير صبري، ولكنه جمعه هذه المرة بالفنانة الراحلة تحية كاريوكا والتي كانت تُناديه دائمًا بـ «ابني» وهو كان يُناديها «ماما» وجمعتهما علاقة صداقة قوية، وكان هو الفنان الوحيد المواظب على زيارتها والسؤال عنها أثناء تواجدها بالمستشفى في أواخر التسعينيات، حتى أنه ظهر بشخصيته الحقيقية في حلقات مسلسل «كاريوكا» الذي تم عرضه في 2012 متناولًا سيرتها الذاتية.
كما أن الفنان الراحل نور الشريف ظهر في آخر حوار تلفزيوني له قبل وفاته، رفقة الإعلامية هالة سرحان، وقال وقتها إن الفنان سمير صبري هو الوحيد الذي كان دائم الاتصال به تلفونيًا للسؤال عنه، وقتما تعرض لأزمة بسبب فيلم «ناجي العلي» الذي تم عرضه في 1992، إلى أن شاركه البطولة فيما بعد بفيلمه الأخير «بتوقيت القاهرة» والذي تم عرضه في 2015، وكان وقتها نور الشريف يمر بأزمة صحية وحاول صبري مساندته حتى تماسك لاستكمال العمل، وبعدها تدهورت صحته ووافته المنية في 11 أوت من العام نفسه.
وكان الفنان المصري الكبير سمير صبري قد توفي عن عمر يناهز الـ86 عاماً، بعد دخوله المستشفى منذ شهرين، حيث كان يعالج من مشاكل صحية بالقلب، ولكنه غادر المستشفى قبل عيد الفطر الماضي، بعد تحسّن حالته قليلاً، وقضى إجازة العيد في منزله بمدينة الإسكندرية.
وكان الفنان الراحل سمير صبري تَعَرّض لأزمة صحية في شهر فيفري الماضي، ونُقل على إثرها لأحد المستشفيات بسبب معاناته من مشاكل في القلب جاءت بسبب الأدوية التي كان يتناولها طوال العام الماضي بعد إصابته بمرض السرطان.
