أبدعت في رسمه الجزائرية بشرى مختاري.. تاريخ وتطور مفاوضات إيفيان في شريط مرسوم

أبدعت في رسمه الجزائرية بشرى مختاري.. تاريخ وتطور مفاوضات إيفيان في شريط مرسوم

أبدعت الجزائرية بشرى مختاري في تحويل قصة عن سيناريو للمؤرخ السويسري مارك بيرينو إلى شريط مرسوم عنونته بـ “الطريق الطويل لاتفاقيات ايفيان، ذكريات من سويسرا (1960-1962)”، تروي من خلاله تاريخ وتطور مفاوضات إيفيان بين الجزائر وفرنسا الاستعمارية.

واستند هذا العمل الذي أصدرته دار النشر “برزخ” على مذكرات الأبطال الذين شاركوا في هذه المفاوضات وكذا على الوثائق التاريخية التي جمعها.

ومن خلال 47 لوحة بالأبيض والأسود، استمدت الرسامة عملها من قصة مارك بيرينو لرسم، حسب تسلسل زمني، الطريق الطويل الذي سلكه الممثلون الجزائريون للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

ويتضمن السيناريو الذي تطرق إلى اللقاءات وانقطاع المفاوضات ثم استئنافها، الجو المتوتر الذي ساد هذه المحادثات التي انطلقت سنة 1960 في ميلون قرب باريس والتي أفضت سنتين فيما بعد إلى مفاوضات ايفيان التي توجت بالتوقيع على الاتفاقات يوم 18 مارس.

وانطلاقا من الاتصالات الأولى التي بدأت سنة 1960 مرورا بالاجتماعات غير الرسمية التي انعقدت في فنادق بسويسرا إلى غاية المحادثات التي جرت من 7 إلى 18 مارس 1962 في ايفيان، استذكر هذا الشريط المرسوم أهم مراحل هذه المفاوضات.

وتضمن الشريط شخصيات سياسية جزائرية وفرنسية وسويسرية بملامحها وإيماءاتها، حيث تمت الإشارة إلى فرحات عباس، أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وكريم بلقاسم رئيس الوفد الجزائري وأحمد بومنجل وطاهر بولحروف  خلال محادثاتهم، إلى جانب دبلوماسيين ومبعوثين فرنسيين على غرار لويس جوكس وجورج بامبيدو وسويسريين مثل اوليفيي لونغ.

كما تطرق كاتب السيناريو إلى دور “المسير” للسلطات السويسرية التي رحبت واستضافت ممثلي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، من خلال اعادة زيارة الأماكن المرتفعة المشبعة بالتاريخ، أي القصر الفيدرالي -مقر الحكومة السويسرية- والفنادق التي آوت المبعوثين واللقاءات.

وسلط المؤلف الضوء على الدور الهام الذي لعبته وسائل الاعلام السويسرية والأوروبية التي أولت اهتماما بالغا لهذه المفاوضات.

وتضمن غلاف الشريط المرسوم صورا للوفد الجزائري في ايفيان بقيادة كريم بلقاسم وهو ينزل من مروحية سويسرية.

وفي مقدمة هذا الكتاب، أكد المخرج والمصور السويسري جان ميرات المناضل الذي دعم القضية الجزائرية أن هذا العمل يكشف “المشاعر المليئة بالأمل أو الخوف من وقف مسار المفاوضات ذات رهانات مأساوية”.

وترى بشرى مختاري أن هذه التجربة الأولى من الشريط المرسوم تعتبر “تحديا” أدخلها في السياق التاريخي بعد تجارب سابقة في النوع الهزلي.

وشاركت بشرى مختاري صاحبة الشريط المرسوم “مغامرات زوزو” الذي حاز على جائزة في المهرجان الدولي للشريط المرسوم للجزائر (فيبدا) في عدة مشاريع جماعية منها “لبلجيكي كرونيكور” رسام الكاريكاتور البلجيكي ايتيان شريدر.

ب-ص