أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن النساء اللواتي يعانين من فقر الدم في الأسابيع الأولى من الحمل، أكثر عرضة بنسبة 47% لإنجاب طفل مصاب بتشوه خلقي في القلب مقارنة بالنساء السليمات. ولعلّ خطورة هذا الاكتشاف تكمن في أن القلب يبدأ بالتشكّل في مراحل مبكرة جدًا، مما يجعل أي نقص غذائي خطيرًا للغاية في هذه الفترة الحساسة.
وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة ركزت غالبًا على تأثير فقر الدم في المراحل المتأخرة من الحمل، إلا أن هذه الدراسة سلطت الضوء لأول مرة على خطورة فقر الدم المبكر. لذلك، فإن الوعي بهذه المعلومة قد يحدث فارقًا كبيرًا في حماية أطفالنا مستقبلًا، ولأنّ نقص الحديد يشكل السبب الرئيسي لمعظم حالات فقر الدم، ويشير الخبراء إلى أن تناول مكملات الحديد قبل الحمل وخلاله قد يشكّل خطوة وقائية فعّالة، فهذه المكملات لا تحمي الأم من التعب وضعف المناعة فحسب، بل قد تنقذ حياة طفلها أيضًا.
ومن الجدير بالذكر أن نتائج هذه الدراسة مستندة إلى بيانات ضخمة، حلَّلَت فحوصات دم أجريت في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وهذا يؤكد أهمية الفحوصات الدورية المبكرة التي يجب ألا تغفلي عنها أبدًا.
ورغم النتائج المشجّعة، شدد الأطباء على أن هذه الدراسة تبقى ملاحظة ارتباطية، وليست دليلًا قاطعًا على علاقة سببية. لذلك، لا ينصح بتناول مكملات الحديد من دون استشارة طبية، بل من الضروري إجراء فحص دم وتقييم دقيق لحاجتكِ الحقيقية.
ومع ذلك، يتفق الباحثون على أن مراقبة مستويات الحديد بانتظام واتخاذ التدابير اللازمة مبكرًا، قد يشكل استراتيجية فعالة لتحسين صحة قلب الجنين، ويخفف من خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية.
ق.م