أكثر من ملياري شخص يُعانون منها

آلام عضلات الجسم.. أسباب قد لا تعرفها

آلام عضلات الجسم.. أسباب قد لا تعرفها

كشفت منظمة الصحة العالمية أن ما بين 20 – 33 في المائة من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال الألم العضلي الهيكلي المزمن، وهو ما يعادل أكثر من ملياري شخص على مستوى العالم.

يُؤدي الألم المزمن في العضلات الهيكلية إلى زيادة المعاناة في الأنشطة اليومية، وزيادة الاضطرار إلى تناول الأدوية المُسكّنة، وارتفاع معدل أخذ الإجازات المرضية، ويؤدي إلى انخفاض كبير في جودة الحياة.

ومع ذلك، فإن التنبه المبكّر إلى مشكلات آلام العضلات بالذات، والبحث الجاد عن أسبابها، ونجاح معالجتها أو وقف تدهورها، هو خطوة حاسمة تُبطئ أو توقف ذلك التدهور الصحي من الوصول إلى العجز أو شدة المعاناة اليومية.

 

أسباب متنوعة لآلام العضلات

هناك أسباب لا يتنبه لها بعض المُعانين من آلام العضلات، وبمعرفتها قد تنجح المعالجة في وقفها. وهي:

نقص تدفق الدم: إذا كنت تعاني من ألم في ذراعيك أو ساقيك أو كليهما، فقد لا تحصل عضلاتك على ما يكفي من الدم، وهي مشكلة تسمى العَرَج.

ويعد العَرَج في الواقع عرضاً لأحد الأمراض، وغالباً ما يكون مرض الشرايين المحيطية، وهو ضيق مجرى الشرايين في الأطراف، بما يعيق تدفق الدم للعضلات، أي أن هذا يحدث عادة بسبب حالة تسمى تصلب الشرايين، وهي حالة انسداد في الأوعية التي تحمل الدم إلى عضلاتك.

كسل الغدة الدرقية: كسل الغدة الدرقية، يحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمون معين أساسي للجسم، وهو هرمون الغدة الدرقية. ونقص توفر هذا الهرمون في الجسم يمكن أن يسبب آلام العضلات والمفاصل، فضلاً عن التورم والألم. ويمكن أن يجعلك تشعر بالتعب ويؤدي إلى مشكلات في الذاكرة، وتساقط الشعر، وجفاف الجلد، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وتباطؤ معدل ضربات القلب، والإمساك، وخشونة الصوت، والعقم، وتدني الرغبة الجنسية، ومشكلات أخرى.

الألم العضلي الليفي: يمكن أن تسبب هذه الحالة ألماً في المفاصل والعضلات، فضلاً عن مشكلات في النوم والمزاج والذاكرة. والألم الليفي العضلي هو اضطراب يسبب ألماً واسع المدى في البنية العضلية الهيكلية، ويصحبه الشعور بالإرهاق واضطرابات النوم والذاكرة والحالة المزاجية.

متلازمة التعب المزمن: أحد أنواع الاضطرابات المرضية غير معروفة السبب، وهي أكثر شيوعاً في الإناث مقارنة بالذكور، وغالباً ما تصيب الشباب والبالغين في منتصف العمر. وفيها يُعاني المُصاب من الشعور بالتعب، الذي لا يوجد له تبرير أو تفسير آخر، لمدة ستة أشهر أو أكثر. ويرافقه عدد من الصعوبات في القدرات المعرفية، مثل مشكلات واضطرابات في قدرات الذاكرة ذات العلاقة بتذكر الأمور التي حصلت على المدى القصير، وليست القديمة، وأيضاً اضطرابات في التركيز الذهني.

فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد: يرتبط ألم والتهاب العضلات بالعديد من الفيروسات، ولكن فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد هما السبب الأعلى في حدوثها. وتُظهر الدراسات الفيروسية أن الإنفلونزا بي B أكثر عرضة من الإنفلونزا إيه A للتسبب في التهاب العضلات. ويرجع ذلك على الأرجح إلى وجود بروتين NB في غشاء الإنفلونزا بي B، الذي يشارك في دخول الفيروس للخلايا وقد تكون له خصائص عضلية.

وغالباً ما تكون الأعراض متركزة في عضلات «بطة الساق» الخلفية، ولكن مجموعات عضلية أخرى قد تعاني في ثلث الحالات. وعادة ما يكون التهاب والألم العضلي “محدود ذاتياً”، مع التعافي في غضون أسبوع واحد من ظهور الأعراض.

الآثار الجانبية للأدوية: يمكن أن يتسبب تناول أحد العديد من أنواع الأدوية الموصوفة في ظهور آلام العضلات المؤقتة أو المزمنة. وذلك ربما عبر أحد آليتين، إما أن تسبب بعض الأدوية التهاباً حول خلايا العضلات، أو أن تتسبب أدوية أخرى في تنشيط حساسية مستقبلات آلام داخل العضلات.

توتر العضلات: عندما تعاني من التوتر والقلق، تبدأ الأوعية الدموية في الانقباض، ما يمنع وصول الكثير من الدم إلى العضلات والأوتار المختلفة في الجسم. هذا يجعل العضلات تشعر بمزيد من التوتر والألم. ولذا يعد توتر العضلات أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لألم العضلات ويمكن أن يتطور في منطقة معينة من الجسم.

وتتمثل إحدى أفضل الطرق لتخفيف توتر العضلات في التحرك أكثر، والبقاء نشطاً بدنياً، وهذا يحسن الدورة الدموية لضمان أن تبدأ عضلاتك في الشعور بمزيد من الاسترخاء. وممارسة تمارين التمدد الخفيف واللطيف للعضلات، إجراء فعال أيضاً ويمكنه إزالة التوتر الموجود حيث تشعر به أكثر. وإذا كنت تعاني من ألم العضلات قبل النوم، يمكن أن يكون التأمل فعالاً أيضاً إذا مارسته لمدة 10 إلى 30 دقيقة قبل النوم. سيعمل هذا أيضاً بشكل جيد على تحسين جودة نومك ويساعدك على الشعور بمزيد من الاسترخاء عند الاستيقاظ في الصباح.

ق. م