السؤال
منذ ما يقارب العشرة أشهر كنت أجلس مقابل مكيف بارد جداً، ومُوجه نحو الرقبة، بالإضافة إلى أني كنت أجلس بطريقة خاطئة أيضاً، تحركت حركة سريعة فسمعت صوتا يشبه التمزق خلف الأذن اليسرى مباشرة، وأحسست بألم يشبه الكهرباء، امتد حتى عيني اليسرى، مما جعلني أغمضها لشدته.
بعد ذلك جاءني صداع نصفي في الجزء الأيسر فقط، بالإضافة لغشاوة في الرؤية، وشد بالعين اليسرى، بمعنى أن هذا الألم فقط في الجزء الأيسر، راجعت عددا من الأطباء، وذكر لي آخرهم -وكان أخصائي عظام- أن الأشعة سليمة ولله الحمد وأن ما أعاني منه هو شد عضلي مزمن في الرقبة، بالإضافة للالتهاب في العصب، لم يسمه لي، ولكنه قال بأن ألم الأذن لا يدخل ضمن هذا الألم، وعلي مراجعة طبيب الأذن المختص.
وصف لي مسكنات وليس علاجا نهائيا للمشكلة، ونصحني بتخفيف وزني، وأنا حالياً أمارس الرياضة، وأتبع نظاما غذائيا صحيا، وأحاول أن أبتعد عن الجلسات الخاطئة، لكن ألم الرقبة بالإضافة للأذن ينغص علي حياتي، وأريد حلا له، فهل أنا بحاجة لمراجعة طبيب الأعصاب؟
عبد الحق. ج
الجواب
لقد ذكرت أن الألم جاء بعد تعرضك لتيار بارد، وأيضا بسبب الوضعية الخاطئة التي كنت تجلسها، وبعد تحركك بحركة سريعة؛ فلا بد وأن ما حصل هو شد على مكان اتصال العضلات مع العظام في هذه المنطقة، وبالفحص الطبي يمكن للطبيب التأكد من مصدر الألم، إن كان السبب هو تشنج في العضلة نفسها، أو أنه شد على مكان اتصال العضلة في العظم، وقد يكون هو السبب في الآلام التي تشعر بها، وكأنها من الأذن، وخاصة إن كان ألم الأذن حصل في نفس الوقت، ويزداد مع ازدياد ألم العضلة.
وما أخبرك به الطبيب هو صحيح، أن ما تعاني منه هو شد عضلي بسبب الوضعية غير الصحيحة لفترة طويلة، ثم بسبب التعرض للتيار البارد الذي زاد الأمر سوءا، وكذلك الحركة الفجائية مع وجود عضلات مشدودة بسبب الوضعية.
على كل حال يجب أن تنتبه إلى الوضعية الصحيحة للجسم،
ولابد أن تراجع معالجا طبيعيا للقيام ببعض العلاج الطبيعي الذي يساعد على تخفيف الآلام، ولا بد من إجراء تمارين لعضلات الرقبة، والتي تساعد على تخفيف الشد في العضلات.
ومن ناحية أخرى، فإنه مهم تخفيف الألم بالمسكنات؛ لأن الألم إن لم يخف فإنه يؤدي إلى التوتر والقلق، والذي من شأنه أن يزيد شد العضلات. وإن كان الألم قد تحسن، فإنه يفضل النزول التدريجي، بأن تنقص الجرعة اليومية تدريجيا، ثم تجعل الجرعة كل يومين، وهكذا حتى تتوقف عنه، وإذا لم يكن هناك أي آلام، فيمكن بعد فترة التوقف عنه.
أما طبيب الأعصاب فأنا أرى أن الألم هو من الشد العضلي، وقد يسبب ألما مثل الصداع، وقد لا تكون هناك حاجة لطبيب الأعصاب إن لم يكن هناك ألم حاد أو تنميل أو تخدير في المنطقة.
د/ عمر. ش