تيفو البرج ..تحفة فنية يلخص حلا لأزمة الجزائر السياسية
المؤسسة العسكرية صمام أمان للحراك ضد تربصات الأيادي الداخلية أو الخارجية
الجزائر- جدد، الجمعة، آلاف الجزائريين في العاصمة وباقي الولايات، موعدهم مع الشارع للجمعة الـ15 على التوالي والـ 4 خلال شهر رمضان، وجددوا معه مطالبهم القديمة المتمثلة في رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، وأتبعوها بأخرى جديدة على غرار رفضهم لأي حوار تدعو إليه ما سموها بـ “العصابات”، في وقت لم يختلف أغلبيتهم على أن المؤسسة العسكرية تبقى صمام أمان للجزائر وللحراك.
ومثل الجمعات السابقة، انطلقت السيول البشرية في العاصمة قبل غيرها من الولايات الأخرى، حيث شهدت مداخلها وضع حواجز أمنية على مستوى الطرقات الرئيسية وتم تشديد تفتيش المركبات القادمة من المناطق المجاورة، فيما عرف محيط البريد المركزي إلى غاية الجامعة المركزية تعزيزات أمنية مكثفة، شابها توقيف بعض المواطنين الذين التحقوا بالساحات العمومية تحضيرا للمشاركة في المسيرات.
رفض مطلق للحوار مع بقية “الباءات” و”العصابات”
كما رفض المتظاهرون في جميع المناطق، بصفة مطلقة الحوار مع رموز النظام، ومنهم الباءات (بن صالح، بدوي وبوشارب)، وأكدوا مقابل ذلك قبولهم لأي حوار يكون النزهاء طرفا فيه.
ومن بين الشعارت التي رددها المتظاهرون في هذا الصدد “نعم للحوار مع النزهاء لا للحوار مع بقية الباءات والعصابة”، وردد متظاهرون آخرون شعارات رافضة للحوار مع الباءات وبقايا العصابات والخونة.
برج بوعريريج عاصمة الحراك..بامتياز

أكدت ولاية برج بوعريريج أحقيتها بتسميتها عاصمة الحراك سواء بفضل احترافيتها في نقل المطالب الشعبية إلى السلطة من خلال التيفو الضخم الذي تطلقه كل جمعة والذي يحتوي على رسائل بالغة، أو من خلال الأعداد الغفيرة التي تمتلئ بها ساحة قصر الشعب والتي تتجاوز الآلاف.
وفي قراءة للتيفو الذي تم أطلاقه الجمعة الـ15، أكد البرايجيون والجزائريون عامة على وحدة الجزائر وشعبها وجيشها، من خلال تأكيدهم على أن بناء جزائر بادسية نوفمبرية يمر عبر حوار لا يشمل حكومة بدوي وباقي العصابة والتعجيل بتنظيم هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات وانتخاب رئيس جمهورية شرعي يختاره الصندوق، كما أسقطوا كل أبناء فرنسا والموالين لها وما تبعهم من أبواق الفتنة التي تطمح إلى استغلال المرحلة وتنادي بمجلس تأسيسي وإطالة عمر الأزمة، كما نوهوا بحرص الجيش على حفظ الجزائر من خلال وقوفه بالمرصاد لكل متربص بها.
جدير بالذكر، أنه منذ بداية الحراك الشعبي، يصنع سكان برج بوعريريج والمتظاهروين الذين يلتحقون بهذه الولايات من مناطق متفرقة مشاهد فريدة من نوعها، أصبحت حديث العام والخاص.
حراك متباين في باقي ولايات الوطن

وفي باقي الولايات، تباينت أعداد الجماهير الخارجة إلى الشارع رغم أنها حافظت على حضورها الدائم في بعض الولايات على غرار برج بوعريريج وقسنطينة ووهران وعنابة، والذين طالبوا بدورهم برحيل “العصابة الحاكمة” التي مازالت تسيّر دواليب الدولة متمسكين بمرحلة انتقالية تقودها شخصية وطنية.
المؤسسة العسكرية تحافظ على مكانتها وسط الحراك

ورغم أن التصريحات الأخيرة لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح كانت واضحة بخصوص أنه لا توجد لدى المؤسسة العسكرية أي أطماع سياسية إلا أن بعض الاصوات رفعت شعارات ترفض تماما فكرة إدارة الجيش للمرحلة القادمة وطالبوا باستمرارية الدولة المدنية.
وإلى جانب هذه الشعارات ردد البعض الآخر شعارات يؤيدون فيها المؤسسة العسكرية معتبرين إياها بأنها صمام أمان من كل محاولات العبث سواء من طرف الأيادي الداخلية أو الخارجية.
ومن أبرز الشعارات التي رددها المشاركون في هذا الصدد “نعم للوحدة الوطنية قواعدها الشعب والجيش “، “دولة مدنية لا للدولة العسكرية”، “الجيش والشعب خاوة خاوة”.
وترفع هذه المطالب والشعارات في الوقت الذي جددت المؤسسة العسكرية على لسان الفريق أحمد قايد صالح المطالبة بضرورة الاستعجال في فتح الحوار من طرف النخب الوطنية والأحزاب السياسية، كونه الوسيلة الوحيدة الذي تمهد إلى التعجيل بتنظيم انتخابات رئاسية وعدم إطالة عمر الأزمة وبالتالي تفويت الفرصة على أفراد العصابة التي تعمل في الخفاء لتعكير صفو الحراك الشعبي القائم منذ أكثر من 3 أشهر.
مصطفى عمران





