آفة العين وطرق الوقاية

آفة العين وطرق الوقاية

 

على أن المسلم نفسه ينبغي أن يحتاط لنفسه بمحافظته على الأذكار والأوراد والرقى الشرعية فهي أعظم ما يحفظ الله بها الإنسان، ومن ذلك المعوذتين، ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ “الفلق: 1 و” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ” الناس: 1، ما تعوذ متعوذ بمثلهما، وقراءة آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة يحفظ الله بهما عباده المؤمنين، إلى غير ذلك من أوراد الصباح والمساء التي بسطها العلماء في كتب الأذكار. قال ابن القيم: “ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله. بمعنى أن صاحب النعمة يقول على نعمته ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ومما يقال في الرقية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه ” بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك”.

ولقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية، وقال لأسماء بنت عميس رضي الله عنها: ” ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟!” أي: نحيفة، قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: “ارقيهم”، فعرضت عليه فقال: “ارقيهم” رواه مسلم. ومن وسائل السلامة من أذية الآخرين بالعين التبريك، وهو قولك: “اللهم بارك عليه” للشيء تراه أو يذكر لك فيعجبك، فإن العين قد تنطلق من المعجب كالحاسد؛ وربما وهم لا يشعرون، وربما لا يدرون أنها وقعت، فعن أبي إمامة ابن سهل بن حنيف قال: اغتسل أبي: سهل بن حنيف بالخرار وهو من أودية المدينة، فنـزع جبّة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه، وكان سهل شديد البياض حسن الجلد، فقال عامر: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة عذراء، فوعك سهل مكانه واشتدّ وعكه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوعكة؛ فقيل له: ما يرفع رأسه، فقال: “هل تتهمون له أحدا؟” قالوا: عامر بن ربيعة، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ عليه؛ فقال: “علام يقتل أحدكم أخاه؟! ألا بركت، اغتسل له”، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه ودخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه من ورائه، فبرأ سهل من ساعته” رواه أحمد.