آداب قيادة السيارات

آداب قيادة السيارات

إن شريعة الإسلام شريعةٌ عادلة، وهي بأحكامها وآدابها تامة شاملة؛ فلقد حفظت حقوق الناس خاصها وعامها، وراعت حاجاتهم، وعُنيت بمصالحهم، وذكرتْ من النصوص التفصيلية ما تناول أشياءَ كثيرة، ولقد كان الناس في العهد الماضي يركبون المراكب القديمة من الإبل والخيل والبغال والحمير، ثم منَّ الله تعالى وله الحمد على الناس بالمراكب الحديثة من سيارات وغيرها، فأصبحت الحاجة ملحة إلحاحًا كبيرًا إلى العناية بشؤون الطريق، وتقنين الأنظمة الإدارية التي تُعنى بسلامة الراكبين والماشين على تلك الطرق. فقامت الحكومات بتعبيد الطرق وإصلاحها، وسَنِّ أنظمة المرور وقيادة المركبات الحديثة، وتقنين العقوبات الزاجرة للمتهاونين بسلامة أرواح الناس وممتلكاتهم. وهذه الأمور التي تحفظ نفوس الناس وأموالهم ليس فيها مخالفة للشريعة الإسلامية، بل هي موافقة لها؛ لكونها تؤدي غاية من غايات مجيء الإسلام وهي الحفاظ على حق الحياة وحق الملك. إن على الإنسان أن يتجنب الجلوس في الطريق المخصصة لمرور السيارات، أو يمشيَ في تلك الطريق في وقت ليس مسموحًا له المرور فيه؛ لأنه إذا فعل، فسيعرض نفسه وقائد السيارة للخطر والخسارة؛ قال الله تعالى ” وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ” البقرة: 195. إن هناك رعبًا كبيرًا يجتاح حياة الناس كل يوم على المستوى العام، هذا الشيء المخيف يكلف الناس وفاة عددٍ غير قليل منهم، ويجرح عددًا أكبر ممن سلِموا من الموت وقت الحوادث، ويكلفهم خساراتٍ مالية كبيرة، ويُدخِل الأحزانَ والوحشة إلى البيوت؛ هذا الشيء هو حوادث السير. فكم من حادث ذهبت ضحيته أسرة كاملة، وأقارب وأصدقاء وجيران متعددين! وكم من حادث كلف السائق وأسرته من ديات الموتى، وتكاليف علاج المصابين ما كسبوه طوال حياتهم من مال عيني أو نقدي! وكم من حادث خلَّف عددًا من المعاقين والأرامل واليتامى والمدينين والبائسين! ولو جئنا معشر المسلمين ننظر إلى أسباب وقوع تلك الحوادث المؤلمة – بعد قضاء الله وقدره – سنجد أن من بين تلك الأسباب فِقدان بعض السائقين لشروط القيادة وآدابها، ومخالفة الأنظمة المرورية وقوانين السير، وخلو بعض الطرق من أسباب السلامة، ووجود بعض عراقيل السير الآمن في تلك الطرق. إن الحوادث المرورية خطر كبير من الأخطار التي تهدد الناس في طرقهم، ولتخفيف ذلك وتفادي كثير من الحوادث، نسوق بعض آداب القيادة؛ ليأخذ بها السائقون عند قيادتهم لسيارتهم. فمن تلك الآداب:

أولًا: ألَّا يتحرك ِ بالسيارة إلا من كان ذا معرفة كافية بالقيادة، أما من لم يكن لديه ذلك، فعليه أن يستكمل مراحل التعليم في مكان بعيد عن حركة الناس؛ فأرواح الناس وأموالهم ليست مباحة لمتعلمي القيادة أو المتعالمين فيها.

ثانيًا: الالتزام باستعمال حزام الأمان أثناء القيادة.

ثالثًا : ضبط السرعة على القدر المسموح به، والتقصير في هذا الأدب أوقعَ كثيرًا من الحوادث والمصائب؛ فتجاوز السرعة المحددة في القيادة موصلٌ إلى الهلاك والخسارة، وهو من أسرع الطرق إلى الموت.

رابعًا : إتباع الأنظمة المرورية وعدم مخالفتها؛ كنظام الإشارة، حتى ولو كان الطريق خاليًا، فصبرٌ قليلٌ يوصلك إلى السلامة، ولحظةُ عَجَلَةٍ قد تعجِّل بالموت والإصابة.

خامسًا: البعد عن الانشغال بشيء يلهي السائق عن القيادة؛ ككثرة استعمال الجوال، وصوت المسجل المرتفع، والمزاح بين السائق والراكب أو بينه وبين سائق آخر.

 

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي