آداب استعمال الجوال

آداب استعمال الجوال

إنَّ من عظيم قدرة الله، وواسع فضله: هذه الثورة التقنية الهائلة التي نعيشها، والتي قرَّبت البعيد، وروَّضت العتيد، وسابقت الزَّمن في التطوُّر والتجديد، ومن بين أفرادها نعمة حولها الكثيرون إلى نقمةٍ، ومنحة قلبها الغافلون إلى محنةٍ، ألا وهي نعمة الاتِّصال عبر الهاتف الجوال، هذا الجهاز الذي اختصر المسافات، وقضى الحاجات، واختزن كثيرًا من المحفوظات، وأورث أجرًا بالبر والصلات، لكنه سُّم، إذا ما استخدم في غير مراده، وصار سيفًا للفساد والإفساد والأذى وقلة المروءة. ومن آداب استعماله:

– استعمال تحية الإسلام عند الاتصال، ولدى الانتهاء منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة  ” رواه الترمذي.

– اختيار الأوقات المناسبة للاتصال، فالاتصال كالاستئذان له أوقات محددة لا تتجاوز، ومن الأوقات التي لا ينبغي الاتصال فيها: أوقات الصلوات، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة؛ فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه، فلم يرد علينا، وقال ” إن في الصلاة لشغلا ” رواه الترمذي. ومما يكره الاتصال فيه: الساعات المتأخرة من الليل، وأوقات القيلولة، وكل وقت لا يحب المتصَل به استقبال المكالمات فيه، إلا في القضايا المهمة التي لا تحتمل التأخير والانتظار.

– إغلاق الجوالات أو جعلها على الصامت عند دخول المساجد، أو الأماكن التي يكره عرفًا الانشغال فيها بالجوال اتصالاً ورداً. كذلك التماس الأعذار للمتصَل به، إذا لم يستقبل المكالمة؛ فقد يكون في حال تمنعه من الجواب، أو ظرف لا يحب معه الاستقبال للمكالمة، فالتماس الأعذار من شيم الكبار.

– الحذر من استعماله في الحرام، فمن يفعل ذلك أو تسول له نفسه سلوك هذه السبيل المعوجة فليتذكر أن الله يراه. وأخيرا اختيار النغمة المباحة، والهادئة؛ لأن نغمة الجوال تعبر عن شخصية صاحبه. وكذلك عدم استعماله عند سياقة السيارة.

 

الدكتور مسلم اليوسف