“القلم”، هو عنوان برنامج يعده ويقدمه الروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج على قنوات التلفزيون الجزائري، الذي يحضّر لشبكة برامجية ثرية ومتنوعة.
صاحب رائعة “طوق الياسمين” سيقوم باستضافة العديد من الوجوه الجزائرية سواء منها التي تركت بصماتها واضحة في الساحة الأدبية الوطنية، أو الأسماء الشابة الواعدة في كل أنواع الحقل الأدبي بمختلف توجهاته.
وكانت آخر كتابات الدكتور واسيني في مجلة “أثير”، حيث أكد أن الكتاب العربي يعاني من عجز حاد في التسويق.
وأوضح: “الأزمة الكبيرة ليست في النتاج الأدبي بقدر ما هي في الآليات المؤهلة له لكي يصبح مشاعا بأكثر السبل حداثة”.
ولفت إلى أن الخلل لا يكمن في النص بقدر ما يكمن في عمليات التسويق العربي الذي يظل معدوما ولا يشكل انشغالا كبيرا بالنسبة للناشر، فانتقلت وظيفة الناشر إلى مجرد طابع فقط وخسر نبل المغامرة الأدبية التي تفترض رهانا مسبقا.
وأضاف: “لهذا يجب أن نتوقف عن جلْد الذات التي ابتذلناها وأهناها، وأجهزنا عليها. الضُرُّ في مكان آخر، في غير ما يعتقد المتتبعون للشأن الثقافي العربي. الكتاب العربي، الرواية تحديداً، لا يقل قيمة عما يُنتج عالمياً في نماذجه الناجحة، بل إنه يتخطى عتبات الجودة العالمية عند بعض الكتاب على قلتهم، لكنه يعاني من معوقات مدمرة كثيرة لا علاقة لها أبداً بالجودة وقيمة الكتاب. فذلك يخضع لآليات أخرى. فالروايات التي تتجاوز مبيعاتها المليون عالمياً، ليس من الضروري أن تكون هي الأفضل والأجود؟ ما يطلق عليه “البيست سيلر” يخضع لنمطية أخرى تتعلق بالموضوع والدعاية المصاحبة والاستجابة لما هُيء الجمهور على سماعه”.
وحصل الروائي الأعرج على الليسانس من كلية الآداب واللغات من جامعة وهران الجزائرية، كما حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، يشغل منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، ويكتب باللغتين الفرنسية والعربية.
ومن أبرز رواياته “وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر” (1980)، و”كتاب الأمير” (2005)، و”طوق الياسمين” (2006)، و”حارسة الظلال” (2006)، و”الليلة السابعة بعد الألف” (2002)، و”البيت الأندلسي” (2010)، و”شرفات بحر الشمال” (2015)، و”رواية أنثى السراب” (2009)، و”عازفة البيكاديلي” (2022). ترجمت أعماله إلى لغات عديدة، منها الإيطالية والسويدية والإنجليزية والدانماركية والعبرية والإسبانية.
وحاز العديد من الجوائز العربية عن أعماله، منها جائزة الرواية الجزائرية عام 2001، وجائزة كتارا للرواية العربية، عن روايته “مملكة الفراسة” في عام 2005، وجائزة الشيخ زايد للآداب، عن روايته “كتاب الأمير” في عام 2007، وجائزة الكتاب الذهبي عن روايته “أشباح القدس” في عام 2008.
ويؤكد الأعرج أنه “ما زال يبحث عن مكان رفات والده”، وكشف أنه سيتوقف عن العمل الأكاديمي، وأن هذه آخر سنة له في جامعة السوربون، ويفسر ذلك قائلا: “لأنني أصبحت متعبا، ولم أعد قادرا على الجمع بين العمل الأكاديمي والأدبي، وسأكتفي بالعمل الروائي، وكل رهاناتي هي رهانات روائية”.
ب\ص