لا يزال الوسط الفنّي والإعلامي يعيش صدمة رحيل الفنانة والإعلامية المغربية وئام الدحماني، التي توفيت بسكتة قلبيّة مفاجئة في دبي، لتنضم إلى فنانين رحلوا وهم في ريعان شبابهم، ولم يحقّقوا أحلاماً كانت تنتظرهم.
ففي صيف 2008، فُجع الوسط الفنّي برحيل الفنانة سوزان تميم بجريمة مروّعة في شقتها في دبي، حيث خضعت للتعذيب وذبحت بطريقة وحشية.
ولم تمرّ أيام قليلة على وقوع الجريمة، حتى ألقت السلطات الأمنية القبض على الضابط السابق محسن السكري، الذي اعترف بأنّه نفّذ جريمته بناء على أوامر رجل الأعمال هشام طلعت، الذي كان على علاقة عاطفية بسوزان، وأراد الانتقام منها لأنّها تركته وسافرت إلى دبي.
وظلّت القضية سنوات تشغل الرأي العام العربي، حتى بعد إلقاء القبض على الجناة ومحاكمتهم، لتعود فصول المأساة وتكتمل بخروج هشام طلعت من سجنه العام الماضي بعفو عام.
القضية فتحت ملفات في حياة سوزان التي كانت محرومة من الاستقرار العائلي، تزوّجت مرّات عدّة وفشلت في بناء أسرة، تطلقت وتصارع عليها الأزواج، وحاول كل منهم أن يثبت أنّه لا يزال زوجها طمعاً في الثروة التي تركتها.
31 عاماً عاشتها سوزان مشتّتة بين أكثر من بلد، فشلت في تحقيق ما كانت تحلم به في الفن بعد أن حاصرها المخرج سيمون أسمر بعقد أنقذها منه زوجها الثاني عادل معتوق، الذي حاصرها بدوره بعقد أنهى حياتها الفنية، لتهرب منه إلى القاهرة ومن القاهرة إلى دبي، حيث قتلت بطريقة وحشية ونشرت صور جثتها في وسائل الإعلام، رغم تمنّي عائلتها من الصحافة يومها احترام حرمة الموت وعدم نشر أي صورة تسيء إلى سوزان.
ولم تكن أيضا حياة الممثلة ميرنا المهندس سهلة، رغم أنّها حققت الشهرة في سنٍ مبكرة. فقد حاصرها المرض وانتصرت عليه، ليعود ويقضي عليها وهي في أواخر الثلاثينيات من عمرها.
فإلى جانب معاناة ميرنا مع المرض كانت تعيش معاناةً أسرية، حيث ألقي القبض على شقيقها عادل عام 2007 بتهمة الاتجار في المخدرات، كما قبض أيضاً على والدتها “منى” لتهربها من حكم غيابي بالسجن سبع سنوات لقتلها زوجها والد ميرنا.
وقد ورد في التحقيقات حينها أن سبب القتل هو دفاعها عن نفسها، وهذه القضية جرحت ميرنا في العمق وزادت من آلامها.
ولم تتزوج ميرنا وكانت تخشى الفشل في الحب والزواج بعد معاناتها مع والديها.
وكانت ميرنا قد أصيبت بسرطان القولون وظلت سنوات تتلقى العلاج، وفضّلت وقتها أن تختفي عن الأنظار وترتدي الحجاب، وبعد رحلة علاجية قرر الأطباء استئصال القولون وعادت ميرنا بصحة جيدة إلى جمهورها وقدمت عدداً من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وبدأت تتذوق طعم النجاح من جديد، وفي ظل حلاوة مذاق هذا النجاح عاد السرطان ليهاجمها من جديد وكسب معركته هذه المرّة حيث توفيت في 6 أوت عام 2015.
وعلى الرغم من الشهرة الكبيرة التي حقّقتها، والحياة الحافلة التي عاشتها متنقلة بين تركيا وسوريا ولبنان ومصر، لم تعش الفنانة اسمهان أكثر من 27 عاماً انتهت نهاية مأساوية لا تزال تثير علامات استفهام رغم مرور 74 عاماً على وفاتها في حادث غامض.
لم تكن حياة اسمهان حياةً عادية، تزوّجت مرّات عدّة، قيل إنّها تورّطت مع المخابرات البريطانية للمساعدة في تحرير بلدها من القوات الفرنسية، وعندما رحلت، تركت خلفها علامات استفهام حول الجهات المستفيدة من موتها.
ففي صباح الجمعة 14 جويلية 1944، وخلال سفرها إلى رأس البر مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى.
وبعد اختفائه ظلّ السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. لكن ظلت أصابع الاتهام موجّهة نحو كلٍ من المخابرات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش وإلى زوجها الثالث أحمد سالم كما أشارت تقارير صحافية إلى تورّط الفنانة أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.