واقع مرير ومأساوي عاشه الفلسطينيون بعد تعرُّض قطاع غزة للقصف من قبل الاحتلال؛ وهو ما أسفر عن حصيلة ضخمة من الشهداء والمصابين، وتزامن ذلك مع تضامن الكثير من نجوم الوطن العربي وهوليوود مع أهالي حي الشيخ جراح ورفضهم تهجيرهم من منازلهم.
وأغلب الظن، أننا سنشهد هذه الأحداث على شاشة السينما قريبا، فالقضية الفلسطينية طالما كانت واحدة من أكثر القصص الثرية -إنسانيا ودراميا- التي شغف بها المخرجون باختلاف جنسياتهم، وهذه بعض أهم الأفلام التي وثقت ذلك.
(Paradise Now)
فيلم فلسطيني للمخرج هاني أسعد صدر في 2005، جمع بين الدراما والإثارة والجريمة، إذ دارت أحداثه حول الليلتين الأخيرتين بحياة شابين فلسطينيين يقرران القيام بعملية استشهادية بهدف لفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية والمحاولات المستمرة للعدو لاستئصال جذور الهوية والوعي الوطني.
وبالرغم من أن العمل حقق نجاحا فنيا قويا – فمن جهة فاز بجوائز “غولدن غلوب” ومهرجان برلين للسينما العالمية وجائزة الفيلم الأوروبي، بالإضافة إلى ترشحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي- فإن ذلك لم يمنعه من التعرض للهجوم، إذ اتهم المخرج بالاعتراف بالعمليات التي توصف لدى الغرب بالانتحارية ومنحها طابعا إنسانيا لتمريرها وقبولها مجتمعيا.
ولكم في الأمل حياة
اللاجئون الفلسطينيون هم المحور الذي دار حوله الفيلم الدرامي “لمَّا شفتك” (When I Saw You) الذي صدر في 2012، ونجح باقتناص جائزة أفضل فيلم عربي بـمهرجان أبوظبي السينمائي.
وسلّط العمل الضوء على لاجئي فلسطين الذين نزحوا إلى الأردن في 1967، حين يضطر الصبي ذو الـ11 الرحيل مع أمه إلى معسكر اللاجئين، وهناك نشهد التحديات التي تواجه الأبطال خاصة الأطفال، وكيف يحاول الكثير منهم التمسك بالأمل مهما بدا واهيا قبل أن يكبروا وينضموا إلى معسكر الفدائيين لاسترجاع حقوقهم.
الوجه الآخر للعملة
“إن شاء الله” (Inch’Allah) فيلم درامي كندي إنتاج 2012، يحكي عن طبيبة كندية تتبع لجمعية الهلال الأحمر وتعمل في إحدى العيادات الموجودة بمخيم للاجئين بالضفة الغربية. وهناك تتعرف إلى امرأتين؛ الأولى فلسطينية سُجن زوجها قهرا في السجون الصهيونية، والأخرى صديقتها اليهودية المُجنّدة في الجيش الصهيوني.
وبين هذه وتلك، وفي ظل ما تشهده من عنف وتصرفات عدوانية وهمجية شبه يومية من الاحتلال تجاه المدنيين العزّل؛ تتغير مع الوقت نظرتها التي طالما تبنتها بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي.
أهل الشاطئ الآخر
البطاقة الخضراء هي السبيل للنجاة، هكذا كانت تظن بطلة فيلم “أمريكا” (Amreeka) التي تستشعر قسوة الحياة في رام الله، فتبحث عن فرصة أفضل لطفلها، لتجنب المصير الذي كتب عليها هي وأجدادها.
وما إن تهاجر بالفعل -تاركة خلفها كل أحلامها القديمة وتنوي فتح صفحة جديدة بطموحات وتوقعات عالية- تفاجأ بأن الحلم الأميركي وهمٌ لمن هم مثلها، أبناء العالم الآخر، وهو ما يسوء أكثر خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
حلم الرجوع
من الأجيال التي تستحق التعرف إلى القضية الفلسطينية؛ الصغار الذين لا يعلمون شيئا عمّا عايشته الأجيال الكبرى، لهذا فإن وجود رسوم متحركة تحكي ما حدث قبل سنوات أو ما يحدث اليوم شيء بغاية الأهمية؛ ولذلك كان لا بد من وجود الفيلم النرويجي-الفرنسي-السويدي المشترك “البرج” (The Tower) ضمن هذه القائمة.
والفيلم يحكي القصة الفلسطينية بتقنية “إيقاف الحركة” (Stop Motion) الحديثة والجذابة عبر حبكة شيقة، تستعرض كيف اضطرت الأجيال القديمة لمغادرة الوطن، وذلك عبر عيون الطفلة “وردة” التي تنتمي للجيل الرابع بعد نكبة 1948، والتي لا تعرف لها وطنا سوى المخيم الذي عاشت فيه عمرها بأكمله.