آثار العنف ضد الأطفال  

آثار العنف ضد الأطفال  

إن ظاهرة العنف ضد الأطفال من أكثر المظاهر خطرًا على الأسرة والفرد والمجتمع، تؤدي إلى اهتزاز الشخصية، خصوصًا عند الأطفال؛ بل وينشأ عندهم أساليب خطيرة في العلاقات والسلوك، وتبرز في شخصياتهم أمورٌ غريبة، وإن ذلك يحتِّم أو يوجِد  لا محالة إعادة إنتاج العنف في تصرفات هؤلاء الأطفال الذين تربوا على العنف إذا كبروا لن يعرفوا غير العنف سبيلاً وطريقًا إلى معاملة الآخرين. كلنا في بيته أطفال، كلنا قد كسر الأطفال زجاجًا في بيته، كلنا قد أفسد الأطفال جهازًا في بيته، كلنا قد كفأ الأطفال آنيةً في بيوتهم، كلنا قد أفسد الأطفال شيئًا من هذه الأمور في بيوتهم! فالعقلاء يعرفون كيف يتصرَّفون، أما الذين امتلأت قلوبهم قسوة، وامتلأت نفوسهم غضبًا وحماقةً؛ فإنهم يوقعون بالأطفال ألوانًا من العقوبات، العنف والقسوة والشدة التي ليس لها مسوغ ولا مبرر، وبغير طريقة معقولة ومقبولة تفضي إلى صناعة شخصيات هزيلة ضعيفة، لا تعرف التعامل في محيطها الأسري أو المجتمع، فضلاً عن إذا كبرت وشقَّت طريقها في الحياة. العنف في المعاملة ينتج الانطواء والخجل والخوف من الكبار، وتبلُّد الأحاسيس والمشاعر، وقبول الخنوع والخضوع والدون، والرضى بالذلة والمهانة؛ بل ويفضي إلى الفرار من المنزل، والسلبية، وعدم التفاعل من قبل هؤلاء الأطفال مع محيطهم في طفولتهم؛ بل وإذا كبروا أيضًا، وينتج عدوانية وفوضى وشعورًا دائمًا بالخوف والقلق والضعف والهزيمة، والشعور بالعدوان، ناهيك عن الفشل في الدراسة والتعليم، وعدم الثقة بالنفس، واضطراب الشخصية. أما ما يفضي إليه العنف من الوقوع في أَتُّون المخدرات وألوان هذه المسكرات فحدِّث ولا حرج من كثيرٍ من الناشئة الذين وقعوا ضحية هذه المخدرات، وباتوا أسرى لها بسبب العنف في المعاملة، وعدم الرحمة والرفق واللِّين فيها. ليس من حقِّ الذُّريَّة أن تُعامَل بالعنف والقسوة، والذرية سببٌ لاستمرار عملك الصالح بعد موتك؛ يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتَفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له” رواه الإمام مسلم. إن استثمار هذه النعمة لن يكون بالعنف والغِلْظَة، إنما بالعناية الفائقة العالية الحساسية، والوعي في التربية وفي التعليم وفي المعاملة، وفي القدوة الحسنة.

موقع إسلام أون لاين